تناول موقع «روسكايا سيميوركا» القضية الشائكة فى تاريخ الاتحاد السوفييتي، وهي إنشاء ستالين مقاطعة حكم ذاتى لليهود فى روسيا، وقال الموقع، نظرًا لأن حل المسألة القومية من قبل البلاشفة كانت تعنى تقرير المصير السياسي للشعوب على الأرض التى يعيشون فوقها، فإن اليهود من المفترض أن تكون لهم جمهوريتهم، ومنطقتهم للحكم الذاتى، وهنا طرح الصهاينة أنفسهم كمنافسين للبلاشفة وتحدثوا عن إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين. وخلال سنوات الحرب الأهلية والنصف الأول من عشرينيات القرن الماضى هاجر عدة مئات الآلاف من يهود الاتحاد السوفييتى إلى فلسطين. ولحل القضية اليهودية بروح بروليتارية أنشأ ستالين فى عام 1918 ما كان يعرف بالقسم اليهودى فى لجنة شعبية مختصة بقضايا القوميات، كانت مهمتها حل مشاكل توطين الشعب اليهودى فى دولة العمال أى الاتحاد السوفييتى. وكان أحد مشاريعها المهمة إقامة كوميونات زراعية يهودية، وحصل البلاشفة مقابل ذلك على مساعدات مالية لتنفيذ هذا المشروع من منظمات يهودية فى الولاياتالمتحدة وغرب أوروبا. وفى عام 1924 أنشأ البلاشفة «لجنة أراضى توطين العمال اليهود» وكان فى تخطيط اللجنة أن يحصل نصف مليون يهودى فى عام 1926 على 100 ألف هكتار من الأراضى لزراعتها فى أوكرانيا والقرم، لكن اللجنة واجهت صعابًا فى هذا الأمر، منها عدم رغبة اليهود أنفسهم فى تغيير نمط حياتهم، بالإضافة إلى تقاعس السلطات السوفييتية فى تخصيص الأرض لليهود، وعدم رضا السكان المحليين وعداءهم التاريخى لليهود الذى يمتد لسنوات طويلة. ثم تم إنشاء مناطق يهودية فى كل من أوكرانيا والقرم، حيث كانوا يعيشون مع عدد آخر من الأقليات القومية. لكن فى عام 1927 تم إنشاء أول منطقة قومية يهودية، فى مقاطعة خيرسون الأوكرانية، وفى عام 1929 أنشئ حى يهودى فى منطقة زابوروجيا بأوكرانيا أيضًا، وفى عام 1930 فى دنيبروبتروفسك بأوكرانيا، وتلا ذلك فى القرم، باختصار تم توزيع اليهود على أحياء يهودية فى أوكرانيا والقرم. ثم ظهر مشروع إقامة جمهورية ذات حكم ذاتى لليهود، فى الوقت الذى كان الحزب البلشفى فى حالة صراع داخلى، واقترح ميخائيل كالينين إقامة هذه الجمهورية فى القرم أو جنوبأوكرانيا، وكان ستالين قد انتهى منذ وقت قصير من التخلص من الجنوح اليسارى بزعامة تروتسكى وزينوفيف، وتم إنشاء المنطقة اليهودية ذات الحكم الذاتى فى منطقة الشرق الأقصى لروسيا، وهمت الولاياتالمتحدة بتقديم المساعدة ليهود المنطقة اليهودية ذات الحكم الذاتى التى لم يتجاوز عدد سكانها فى الثلاثينيات 61 ألف نسمة، وكانت تحوى 22٪ فقط من يهود الاتحاد السوفييتى. فقد كان إنشاء منطقة الحكم الذاتى اليهودية ضرورة أملاها ميثاق السياسة القومية للشيوعيين، كما أنها كانت وسيلة دعاية ضخمة للقيادة السوفييتية فى الغرب آنذاك، وكان هناك هدف اقتصادى، وهو اجتذاب القروض للاقتصاد السوفييتى بفضل اللوبى اليهودى فى الغرب. كانت إقامة منطقة الحكم الذاتى لليهود فى الشرق الأقصى من وجهة نظر ستالين تهدف لشيئين، أولًا: عدم الرغبة فى إشعال نزعة معاداة السامية فى أوكرانيا أو القرم، والأمر الثانى تقديم حل ناجح لكل العالم للمسألة اليهودية فى الاتحاد السوفييتى، بالإضافة إلى تعمير الشرق الأقصى الخالى تقريبا من السكان حينها.