أثبتت دراسة حديثة أن سماع الأغاني الحزينة يعد من أفضل الطرق للتغلب على المشكلات الحياتية، وبحسب الدراسة التي نشرتها صحيفة تلغراف البريطانية فإن سماع تلك الأغاني يعادل امتلاك صديق مخلص يتعاطف مع آلام صديقه ويعمل على إزالتها عنه. فعندما قام إلتون جون بالغناء للمرة الأولى، أراد بحسب الصحيفة إثبات حقيقة أن سماع موسيقى البلوز الحزينة هو الوسيلة المثلى للتعافي من الآثار المترتبة على الأزمات العاطفية. ويبدو أن علماء النفس في الوقت الحالي كشفوا عن أدلة تدعم الحقيقة التي أراد نجم البوب الشهير إثباتها من خلال أغنيته الحزينة Say so much. وخَلُص الباحثون إلى أنه عندما يقع الأفراد في أزمة عاطفية، فإنهم يلجؤون إلى بديل للشخص الذي افتقدوه يساعدهم على رفع معنوياتهم والخروج بهم من تلك الحالة المزاجية السيئة التي تتبع الأزمات العاطفية عادةً. وتُظهر النتائج التي توصل إلىها الباحثون تعارضًا مع الرأي القائل إن الأغاني المتفائلة أو الأفلام الفكاهية قد تضاهي قدرة الأغاني الحزينة على التخلص من الحزن الناتج عن مثل هذه الأزمات. ويقول الدكتور ستيفن بالمرمن جامعة كاليفورنيا في بيركلي: "التجارب العاطفية التي تتمحور حول القيم الجميلة تعتبر مصدرًا أساسيًا لسعادتنا ورفاهيتنا"، ويضيف: "لذلك فإنه يمكن اعتبار الموسيقى الحزينة وسيلة فعالة قد يلجأ لها البعض للتغلب على الحزن الناتج عن انهيار العلاقات، تمامًا كاللجوء إلى صديق عطوف، موسيقى، أفلام، لوحات أو روايات تتسق مع حالتنا المزاجية ومشاعرنا". وتبرز الدراسة أن من مروا بتجارب سلبية أُتيحت لهم الفرصة لتقييم تأثيرالموسيقى الصاخبة والسعيدة على حالتهم المزاجية، بينما تم الاستعانة بمتطوعين آخرين لسرد تجاربهم الحزينة التي مروا بها مسبقًا. ويشير بعض الكُتاب من مدرسة "كايست لإدارة الأعمال" في كوريا الجنوبية ومدرسة "إف جي في" للإدارة في البرازيل، إلى أن هناك من كانوا أكثر استسلامًا لحالتهم المزاجية، بينما كان هناك أخرين كانوا أكتر ميلًا لسماع الموسيقى الحزينة أو مشاهدة الأعمال الدرامية الحزينة التي تعكس مدى تأثرهم الكامن في حالتهم المزاجية السيئة. وقال المشاركون في تلك الدراسة إنهم كانوا أكثر ميلًا لسماع الموسيقى الصاخبة بعد تعرضهم لانتهاكات شخصية، تنتج مثلًا عندما يقاطعهم أحد أو عندما يجد أحدهم نفسه متأخرًا عن شخص آخر نتيجة معوقات شخصية كبطء الإنترنت أو الكوارث الطبيعية. واتجهت ميول المشاركين بشكل ملحوظ نحو الموسيقى الحزينة، في الحالات التي مرت بخسارة نتجت عن علاقة فاشلة مقارنة بالخسارة التي يمكن أن تواجههم في أي موقف آخر من مواقف الحياة كالخسارة في مسابقةٍ ما.