«سيكون ما أكتبه كذبًا.. ستشعرون به وترفضون أن تقرأوه.. لو قلت لكم أن الحاجة «أم نجلاء»، راضية وتقبل يديها»، هى تقول ذلك وتردد الحمد لكن عينيها غائرة يملؤها الحزن، عمرها خالى من الفرح كما كفتي الميزان أمامها، ثغرها ذلك الذى كان يومًا مرصعًا باللآلئ بات كمغارة على بابا بعد ما نهبها اللصوص.. لا ضحكة ولا ريق تبتلعه، على وجهها خط الزمن عنوانه.. ففقدت ذائقتها وباتت الفاكهة التى أمامها غير مستساغة، تركها الجميع عدا شمسيتها ونجلاء ابنتها وبعض الأقفاص، خرج زوجها يوما ما لكنه لم يعد ولم تعد تنتظره فلم يتبق على محطة الوصول الكثير، ليلتقيا هناك ويتحاسبا على ما ضاع من سنوات. لم تطلب أم نجلاء شيئا، فما جدوى الأشياء حينما تأتى متأخرة.. ما جدوى الحظ حينما ينصاع ويأتى نادما بعد فوات فرصته، ما جدوى النكات والضحكات ووجه الزمن عابس حتى ماتت مراكز الإحساس، هنا على فرشة «أم نجلاء»، كل الأمنيات والأحلام لديها سواء.. إلا زيارة بيت الله الحرام وإلقاء السلام على المصطفى.. لم تفك أسر شفتيها ونرى بصيصا فى جبهتها إلا وهى تتمنى ذلك الأمر وتقول: «نفسى أحج أو أعمل عمرة».