كانت دقات الساعة قد تخطت التاسعة والنصف صبًاحا بقرية كفر طحا بمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، والتي يقطن بها موظف بسيط يدعى وائل صبحى والعامل بهيئة السكة الحديد، وكعادته انتهى من العمل وقرر العودة لمنزله حتى ينال قسطا من الراحه وسط عائلته البسيطة المكونة من زوجته وأطفاله الصغار والذي يبلغ أكبرهم 13 عامًا وأصغرهم 3 أعوام، والتي ظل يكافح ويعمل من أجل توفير حياة كريمة لهم من عمله، لكن القدر كان يحمل شيئا لم يكن في الحسبان حتى فوجئ بخروج المدعو إسماعيل أحمد إبراهيم له أثناء سيره بجوار شريط السكة الحديد ويحمل بين طيات ملابسه سلاحًا أبيض "سكين"، وسدد له 3 طعنات متفرقة بالصدر والبطن فلقي مصرعه قتيًلا. النهاية الماسأوية ل عامل السكة الحديد لم تكن على محض الصدفة أو بسبب السرقة لكنها كانت مدبرة من قبل "الجاني"، وفقًا لرواية شقيق الضحية والذي كشف تفاصيل الواقعة ل "البوابة نيوز"، فقد سبق وقام المتهم بتهديد "المجني عليه"، بسبب خلافات على أرض زراعية، فمنذ فترة قرر المجني عليه استئجار قطعة أرض لمدة 15 عامًا حتى تساعده على الظروف القاسية ومتطلبات الحياة، حتى وجد قطعة الأرض المناسبة والتي كان يمتكلها أحد الأشخاص، انتهى الضحية من الإجراءات اللازمة حتى يتمكن من استلام الأرض، وبدأ في مباشرة العمل بها وزراعتها، وبعد مرور فترة زمنية قليلة حضر "القاتل"، ل الضحية وطلب منه إخلاء الأرض له أو دفع مبلغ 2 مليون جنيه ثمن الأرض، بدعوى أن الأرض ملك له وأن أشقاءه قاموا ببيع ميراثه في أرض والده لعدد من الأشخاص وكان من بينهم الشخص الذي قام بتأجير الأرض ل "المجني عليه". لم يترك المتهم طريقًا لافتعال المشاجرات من ملاك الأرض الجدد إلا وسلكه، العامل البسيط لم يكن من السهل أن يتنازل عن الأرض بعدما قام بدفع ما يمتلكه من أموال بها والتي ظل يجمع فيها بشتى الطرق المشروعة من أجل تحسين الدخل من أجل أسرته البسيطة، الضحية كان شخصا غير محب للمشاجرات وكان لا يريد شيئا من الدنيا غير أن يرى أبناءه في مكانة علمية مرتفعة، فظل يدافع عن الأرض بكل ما أوتي من قوة في السبيل الوحيدة له للخروج من الأزمة الاقتصادية التي يمر بها. الجاني قرر أن يقوم بمضايقة الضحية فقام بإشعال النيران في الزرع وقام بتكرار هذا الأمر عدد من المرات مستغًلا ضعف المجني عليه حتى فشلت كل المحاولات في أن يترك العامل الأرض، ومعها وقبل تنفيذ الجريمة ب 10 أيام توجه القاتل لمنزل الضحية وقام بسؤال زوجة الضحية عن زوجها وعن مواعيد الذهاب والعودة من العمل قائًلا لها "خلاص الموضوع قرب ينتهي"، نزلت هذه الكلمات على مسامع الزوجة كالصاعقة وبدأت تشعر بحالة من الذعر والخوف على أطفالها الصغار من هذا الوحش البشري، قصت الزوجة على زوجها ما حدث لكنه طمأنها قائًلا: "ده بلطجي ومش هنسيب حق أطفالنا يروح هدر بعد ما لقينا حتة الأرض". البداية لتلقي العقيد عبدالله جلال رئيس فرع البحث الجنائي إشارة من المستشفى بوصول "وص ع"، 45 سنة، مزارع، جثة هامدة إثر عدة طعنات في أنحاء الجسد. تم إخطار اللواء محمد الألفي، مدير إدارة البحث الجنائي فانتقل العميد حسام الحسيني، رئيس مباحث المديرية وتوصلت التحريات إلى أن وراء ارتكاب الواقعة عامل جار المجني عليه بينهما خلافات سابقة بسبب قيام المجني عليه بالسير في أرض زراعية ملك المتهم وقام الأهل والجيران بفض هذه المشاجرات ويوم الحادث تجددت الخلافات عندما شاهد المتهم المجني عليه يسير مرة أخرى في أرضه فنشبت بينهما مشاجرة قام على إثرها المتهم بإخراج سكين وطعن المجني عليه عدة طعنات أودت بحياته في الحال. تمكن المقدم أحمد عبدالمنعم رئيس مباحث مركز شبين القناطر والنقيب أيمن سليمان معاون المباحث من القبض على المتهم ويدعى " أ.أ " 26 سنة عامل وأرشد عن السكين المستخدم في الواقعة وتولت النيابة التحقيق.