حكاية المرسي أبو العباس من "الأندلس إلى الإسكندرية"

«أقروا الفاتحة لأبو العباس.. والفاتحة التانية لسيدي ياقوت.. صلاة النبي صلاة النبي.. والفاتحة التالتة لأبو الدردار» 70 مقاما تحويها مدينة الإسكندرية، ولكن يظل المقام الأشهر من بينهم للعارف بالله المرسي أبوالعباس، ورغم أنه قدم إلى مصر بعد رحلة في عرض البحر، بداية من بلادس الأندلس لزيارة بيت الله الحرام، وأداء مناسك الحج مع والده وأبيه، إلا أن السفينة التي كانوا يستقلونها غرقت في عرض البحر، ولكنهم نجوا من الموت، لينتهي بهم المطاف بتونس، هناك عمل أخيه في التجارة.
بينما التقى أبوالعباس بشيخه صاحب الطريقة الشاذلية أبوالحسن الشاذلي، وتعلم علي يديه، ودرس الحديث والفقه، ولكنه طبع عليه التصوف وعن ذلك يرى المرسي أبوالعباس أن للولي مكانة كبيرة فيقول:«شاركنا الفقهاء فيما هم فيه ولم يشاركونا فيمانحن فيه»، صاحب المرسي شيخه أبوالحسن الشاذلي في رحلته في مصر بعدما رأى شخصية الرسول في المنام يأمره بأن يتجه إلى مصر، وفي عصر الدولة الأيوبية بدأت حياة المرسي في مصر.
وعاش في مصر 43 عاما، التف حوله الناس في مصر، وأثرى العلوم الدينية، حتى كان صلاح الدين الأيوبي يقدم في رمضان إلى الإسكندرية؛ ليقضي شهر رمضان كاملا كما جاء في كتاب «النجوم الزاهرة» ل الإمام جمال الدين بن أبي المحاسن، ويعد مسجد المرسي أبوالعباس تحفة فنية ومعمارية في منطقة المساجد بالإسكندرية، وبعد وفاة شيخه أصبح قطب الطريقة الشاذلية، والقطب في الصوفية هو أعلى الدرجات التي يصل إليها المتصوف، توفى القطب الصوفي ودفن في مسجده، وبجواره الملك الأيوبي الصالح، ويحتفل محبوه بمولده في شهر يوليو من كل عام.