" اقروا الفاتحة لأبو العباس يا إسكندرية يا أجدع ناس.. الفاتحة التانية لسيدي ياقوت واللي يعادينا يطق يموت.. الفاتحة التالتة لأبو الدردار اللى يعادينا يولع نار".. هذا ما يتغنى به أهالي الإسكندرية صاحبة ال 75 ضريحا.. والتي يتوجه إليها المصريون من كل مكان لقضاء سهرات إيمانية وصلاة التراويح والبحث عن الكرامات.. وعلى الرغم من أن أصحاب تلك الأضرحة غرباء إلا أن أهل الإسكندرية تعلقوا بهم.. ونأخذ جولة في تلك المساجد من خلال السطور التالية.. * أحمد العجمي في عرض البحر هو محمد فتح الله العجمى، وجاء من المغرب برفقة أبو العباس المرسى وياقوت العرش والشيخ أبو الحسن الشاذولى، أواخر القرن الخامس الميلادي، وأطلق عليه «أبو رأس» لأنه كان تابعاً للطريقة العروسية وكان يستخدم «البندير» (الدف بعد تسخينه على النار) في المديح، ويقع مقامه في شاطئ الدخيلة في وسط البحر، ويحتفل به مريدوه منذ قرابة 52 عاما، ويعود سبب تواجد ضريح الشيخ فى عرض البحر إلى وفاته بينما كان قادما من المغرب إلى الإسكندرية قرب الشاطئ، على جزيرة بالبحر وقف للاستراحة عليها، وسُمِّيت منطقة العجمي على اسمه، وممّا يُعرف من كرامات الشيخ أنه لم يكن يحب النساء، لذلك كانت مراكب السيدات التي تذهب إلى ضريحه تغرق وسط الطريق، لذلك تمّ منع النساء من الذهاب إلى الضريح أو المسجد. * ياقوت العرش مسجد سيدي ياقوت العرش، ويطل أيضا على شاطئ البحر، ويضم قبر الشيخ ياقوت الإمام العارف العابد الزاهد، وهو من أجل من أخذ عن أبى العباس المرسى، وولد الشيخ ياقوت في الحبشة، وذاعت شهرته بين الطائفة الشاذلية، وتوفى عام 707 ه، ودفن بمسجده، ويشهد ميدان المساجد زحاما كبيرا طوال أيام العام ما بين راود ومصلين، خاصة في شهر رمضان، بالإضافة إلى المصطافين والسائحين فى فصل الصيف * المرسي أبو العباس أحد أقدم وأشهر مساجد التي بنيت في مصر، إذ يتسم بقبابه المميزة الشكل، وهو يضم ضريح الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن المرسي، وأبو العباس، شيخ صوفي، عاش في الإسكندرية 43 سنة، ودفن فيها عام 686 هجرية، في مقبرة باب البحر، التي أقيم المسجد حولها، ويطل المسجد على الميناء الشرقي بمنطقة الأنفوشي، وهو مبنى على الطراز الأندلسي، ويتميز بالزخرفة ذات الطراز العربي والأندلسي، وتعلو القبة الغربية له ضريح أبي العباس وولديه، وكانت التجديدات تطال المسجد، إلا أن التطور الأبرز له كان قرار الملك فؤاد الأول بإنشاء ميدان فسيح يطلق عليه ميدان المساجد على أن يضم مسجدا كبيرا لأبي العباس المرسي ومسجدا للإمام البوصيري والشيخ ياقوت العرش، وقام بوضع التصميم الحالي له المهندس المعماري الإيطالي ماريو روسي وتم الانتهاء من بنائه عام 1943، وتقام صلاة الترويح بمسجد المرسي أبو العباس بمنطقة بحري بوسط المدينة، في ظل أجواء رمضانية تسيطر على ساحات المسجد بالخارج * أبو الدرداء هذا المسجد يقع في شارع يحمل اسمه في الإسكندرية، ويتوسطه ضريح لسيدي أبى الدرداء، ويمر الترام على جانبيه يمينا ويسارا، بسبب فشل عملية نقله من مكانه الذي يعيق حركة المرور، ويحيط بفشل عملية نقل المسجد، أقاويل منها إصابة يد أحد عمال نقل الضريح بالشلل، ورفض باقي زملائه المشاركة في النقل، خوفًا من الإصابة مثل زميلهم، كما تشاع حكايات كثيرة حول كرامات أبي الدرداء، أغلبها أساطير، منها أنه في أثناء الحرب العالمية الثانية شاهد الناس صاحب الضريح يقوم من موته مدثرا في ثيابه البيضاء ليتلقى بين ذراعيه ( (الطربيد) الضخم الذي ألقته إحدى الطائرات الألمانية على مدينة الإسكندرية، وأنه بهذه المعجزة أنقذ الحي بأكمله من الدمار الشامل، لكن ما يميز المسجد في رمضان أنه في اليوم السادس من الشهر الكريم، يتم الاحتفال بمولد صاحبه. * سيدي بشر هذا المسجد نسبة إلى الشيخ بشر بن محمد بن عبد الله بن الحسين بن بشر الجوهرى، وهو من سلالة آل بشر الذين وفدوا على الإسكندرية في أواخر القرن الخامس الهجري، مع من جاء من علماء المغرب والأندلس في تلك الفترة، واشتهر بين الناس بصلاحه وتقواه، وقد توفّى في الإسكندرية عام 528 هجريًّا، ويتوافد على هذا الضريح والمسجد المئات من المُصلّين لقضاء صلاة العشاء والتراويح في شهر رمضان، وتعتبر الصلاة فيه مختلفة خلال شهر رمضان، حيث تزداد به الروحانيات العالية، والأعداد المقبلة عليه. * النبي دانيال يعتبر من أقدم المساجد وأوائل المساجد التي شيدت في مصر، وتحتوى جدرانه على آثار إسلامية قديمة جدا وهو مزار للعديد من السائحين خاصة الآسيويين الذين يحرصون على زيارة الضريح الموجود أسفل المسجد الذي يقال إنه للنبي دانيال، يتواجد في شارع النبي دانيال، ويسمى بشارع الوحدة الوطنية لأن أوله مسجد النبي دانيال وفي وسطه الكنيسة المرقسية أول كنيسة في إفريقيا كلها، وفي أخره معبد النبي دانيال اليهودي. * سيدي الطرطوشي ضريح «سيدى أبوبكر الطرطوشى»، الموجود بها منذ القرن الخامس الهجرى وموجود بمنطقة السكة الجديدة، أو الباب الأخضر، كما يطلق عليها أحياناً، والطرطوشى هو أحد الفقهاء الذين قدموا من الأندلس من مدينة طرطوش، لكنه طاف عدداً من المدن كمكة والشام قبل أن يستقر به الحال في الإسكندرية، وله 22 مؤلفاً، أبرزها «سراج الملوك»، الذى يتحدث عن فنون الحكم والسياسة وكيف تكون العلاقة بين الراعى والرعية، وقد دفن بجانب ضريح الطرطوشى تلميذه محمد الأسعد، ويتم الاحتفال به يوم 18 رمضان. * سيدي جابر أما مسجد سيدي جابر الشيخ فيقع في الحىّ المُسمّى باسمه في مدينة الإسكندرية، والذي يقع فيما بين محطة الترام وشارع بورسعيد، وكان المسجد في البداية عبارة عن زاوية صغيرة تم بناؤها في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، قبل أن تتم عليها العديد من عمليات التطوير والتوسّعات التي وصلت بالمسجد إلى حجمه ومعماره الحاليين، ويعد الآن من أكبر وأشهر المساجد التي تستقبل كثيرين من المريدين والمحبّين والمتصوّفين لحضور الاحتفالات الدينية والنفحات الروحانية، ويقال أن سيدي جابر هو جابر بن إسحق بن إبراهيم بن محمد الأنصاري، وهو الذي انتقل إلى الإسكندرية وبنى له زاوية في ضاحية الرمل، حتى توفي سنة 697ه عن عمر جاوز 90 عاما. * الإمام الشاطبي يوجد مسجد الفقيه الزاهد الإمام الشاطبي بالإسكندرية بالقرب من شاطئ البحر في الحي الذي عرف باسمه، وعلى الرغم من صغر حجم المسجد إلا أنه من المزارات الدينية المعروفة في الإسكندرية، وينسب اسمه إلى الفقيه الشيخ الشاطبي الذي ولد بمدينة شاطبه شرق الأندلس عام 585 هجرية، وأقام في الإسكندرية فترة من الزمن، وسميت المنطقة المقام فيها المسجد باسمه "الشاطبي"، وللشيخ الشاطبي بعض المؤلفات في القراءات والتفسير، كما أنه ألف كتابا بعنوان "زهر العريش في تحريم الحشيش"، يتحدث فيه عن أضرار المخدرات على الإنسان وتحريم الإسلام لها. * سيدي شيحة ومن بين أصحاب الأضرحة التي يشتهر أصحابها وسط الصوفيين بالكرامات سيدى محمد سابق بن شيحة، والذى عُرِفت عنه خلوته العامرة بالوافدين عن طريق البحر، حيث كان يوقد قنديلًا ينير الطريق للمسافرين في مقرّه الذي يقع موضعه الآن عند باب 18 للميناء بمنطقة سوق الجمعة، وقد ذكره المقريزي في كتابه قائلا" إن من كان يقف بكوم الناضورة يرى قنديل الشيخ سابق وخُلوته المتواجدة على ربوة مرتفعة عن الأرض أمام البحر، وقد دُفِن بخُلوته، ومسجده وساحته أسفل الخلوة، وممّا يُعرف عنه من كرامات وجود نبع بئر لا ينضب من الماء فيه شفاء للمرضى" * الأباصيري يقع بمنطقة الأنفوشي، ويعد تحفة معمارية رائعة حيث ينفرد ببردية البوصيري الشعرية الشهيرة والتي تزين المسجد، والأباصيري، أحد أشهر من مدحوا النبي، فكان شاعرا عذب الكلمات، وتعتبر "البردة"، من أهم القصائد التي يتغنى بها المداحون في الليالي الدينية. * القائد إبراهيم وبجانب مساجد الأولياء هناك مساجد كبيرة أخرى مثل مسجد القائد إبراهيم، والذي أحد أشهر مساجد الإسكندرية على الإطلاق، ويقع في منطقة محطة الرمل، ويشتهر بمئذنته الطويلة الرشيقة، واتخاذ أهالي المحافظة له مركزا لانطلاق التظاهرات السياسية، وقام بتصميمه المهندس المعماري الإيطالي "ماريو روسي"، في عام 1948، خلال الذكرى المئوية الأولى لوفاة القائد إبراهيم باشا بن محمد علي باشا، ويشهد مسجد القائد إبراهيم إقبال الآلاف عليه في شهر رمضان لأداء الصلوات وخاصة التراويح، حيث يبلغ عدد المصلين في ليلة 27 رمضان أكثر من 2 مليون مصلي، ويلجأ المصلين إلى افتراش الطرق في الحواري المحيطة به