ناشدت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، روزماري ديفيس، المجتمع الدولي الالتزام الفعلي بتعهداته المالية لدعم الشعب السوري، وذلك قبيل المؤتمر الوزاري الثاني للمانحين للشعب السوري، والمزمع عقده في الكويت في 15 يناير الجاري، والذي تعتزم الحكومة البريطانية خلاله تقديم مساعدات إنسانية إضافية جديدة سيتم الإعلان عن حجمها قريبا. وسيرأس المؤتمر الوزاري، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وتشارك فيه وزيرة التنمية والتعاون الدولي البريطانية جاستين جرينينج. وقالت ديفيس - في تقرير نشره موقع وزارة الخارجية البريطانية بالعربية - عشية أمس الأربعاء: "نأمل في أن نرى ترجمة لوعود المجتمع الدولي خلال مؤتمر الكويت الثاني المرتقب في 15 يناير الجاري، وكل يوم يمرّ يؤدي إلى مزيد من التدهور في الوضع، ونحن على الجانب الإنساني نبذل قصارى جهدنا لدعم المتضررين من هذا الصراع الدامي، لكننا نحتاج إلى تضافر جهود باقي الدول لتحقيق النتائج المرجوة، التمويل الذي تحتاجه هذه الأزمة لم يسبق له مثيل، ويتطلب خطوات عملية وليس مجرد نوايا حسنة فقط". ولفتت روزماري إلى أن مبلغ 1.5 مليار دولار الذي تم طلبه في مؤتمر الكويت الأول للمانحين الذي عُقد في 30 يناير 2013 بمشاركة 77 دولة ومنظمة محلية وإقليمية ودولية، لم يتم تمويل سوى نصفه فقط حتى الآن، وتأتي الدعوة للمؤتمر الثاني في أعقاب إطلاق الأممالمتحدة - منتصف ديسمبر الماضي - نداء بخصوص الأزمة الإنسانية في سوريا والدول المجاورة، بطلب 6.5 مليار دولار لهذا العام، ولحثّ الدول التي شاركت في المؤتمر الأول خلال العام الماضي على تسديد حصصها التي تعهّدت بالتبرع بها، وذلك على أمل أن يتم جمع أربعة مليارات دولار لدعم الشعب السوري، والحدّ من الأزمة الإنسانية المتردّية والمتمثّلة في الوقائع المؤلمة، والتي تتمثل في أن أكثر من مئة ألف شخص لقوا مصرعهم منذ بداية الصراع في مارس 2011، و9.3 مليون شخص في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية داخل سوريا، إضافة إلى 6.5 مليون شخص على الأقل اضطروا للنزوح إلى مناطق أخرى، وأكثر من 2.2 مليون لاجئ في المنطقة.