هدى سلطان.. محمد فوزي سبب دخولها الفن.. وشكلت مع فريد شوقي ثنائيًا متميزًا

تعد الفنانة هدى سلطان الشقيقة الثانية، بعد هند علام، للممثل والمطرب والملحن محمد فوزي، وهى من عائلة إقطاعية بمحافظة الغربية، وتحديدا مدينة طنطا.
واستطاع شقيقها الأكبر محمد فوزي، أن يفرض رأيه على والده المحافظ ليعمل فى الفن، والذى لم يعترف بابنه حتى حقق نجاحًا فنيًا كبيرًا، وهذا شكل دعمًا قويًا لشقيقتيه الأولى والثانية لدخول عالم الفن بدعم منه مع بعض التحفظ.
وتحدثت الفنانة هدى سلطان عن حياتها الشخصية خلال حوار من ذاكرة ماسبيرو، قائلة إنها مولودة فى عام 1925، ودخلت الفن فى عام 1950 مع فيلم «ست الحسن».
ولكنها دفعت ثمن هذا النجاح عندما طلقها أول أزواجها محمد نجيب، بسبب الغيرة إثر اشتهارها فى عالم الفن بعد أن أنجبت كبرى بناتها نبيلة، ثم تزوجت المنتج والموزع السينمائى فؤاد الجزايرلي، وفشل زواجها للسبب نفسه، وتزوجت بعده فؤاد الأطرش شقيق فريد وأسمهان الأطرش، ثم فريد شوقى الذى أنجبت منه ابنتيها ناهد ومها، وعاشت معه 15 عامًا، ثم تزوجت بعده المخرج المسرحى حسن عبدالسلام.
وتحدثت الفنانة القديرة عن مشوارها الفني، فقالت إنها قدمت مع فريد شوقى خلال فترة زواجهما أكثر من عشرين فيلمًا، حيث شكلا ثنائيًا متميزًا فى السينما المصرية جذب جمهورًا كبيرًا من عامة الشعب، وهى الشعبية التى دفعت النقاد والجمهور لإطلاق لقب «ملك الترسو» على الراحل فريد شوقي.
ومن أشهر الأفلام التى قدمتها الفنانة الراحلة: «امرأة فى الطريق» الذى نالت على دورها فيه الكثير من الجوائز، إلى جانب أفلام «السكرية» عن رواية نجيب محفوظ بالاسم نفسه، و«جعلونى مجرمًا» للمخرج عاطف سالم، و«فتوات الحسينية»، و«كهرمان» 1958 ومثلت كذلك فى «الاختيار» و«وداعًا بونابرت» و«الابن الضال» مع المخرج يوسف شاهين، وفى «بدور» و«بورسعيد» و«سوق السلاح». وكان آخر دور سينمائى ظهرت فيه بعد عشرين عامًا من انقطاعها عن التمثيل السينمائى فى فيلم «نظرة عين» مع الفنانة منى زكى كضيفة شرف.
كما أدت العديد من الأدوار فى الدراما التليفزيونية من أهمها «زينب والعرش»، و«أرابيسك»، و«زيزينيا»، و«الليل وآخره»، و«الوتد»، و«ليالى الحلمية»، و«رد قلبي»، و«زى القمر»، و«للثروة حسابات أخرى»، وكان آخر مسلسلاتها «سلالة عابد المنشاوي»، و«لا يا ابنتى العزيزة».
وعلى خشبة المسرح قدمت الفنانة الراحلة الكثير من المسرحيات، كان من أبرزها «وداد الغازية»، و«الحرافيش»، و«الملاك الأزرق»، و«بمبة كشر»، و«سيد درويش». وتميزت أغانى هدى سلطان بالكلمات المختارة بعناية، بالتعاون مع كبار الملحنين والمؤلفين فى ذلك الوقت، وعبرت فى العديد من اللقاءات الصحفية عن أنها دائمًا ما كانت تحرص على أن تكون كلمات أغانيها مناسبة للواقع، وقريبة من لغة الجمهور وما يعايشه من مشاعر ومواقف اجتماعية، فمن يمكنه نسيان أغنيتها الشهيرة «إن كنت ناسى أفكرك»، والتى ما زالت تغنى فى الحفلات من كبار المطربين.
وتعتبر هدى سلطان واحدة من فنانات الزمن الجميل، فبصوتها المميز، وملامحها الفريدة، جعلت الفنانة هدى سلطان لنفسها مشوارًا فنيًا عامرًا بالمحطات المضيئة، فمنذ اللحظات الأولى لظهورها، وإطلالتها على جمهورها، وحتى ارتدائها الحجاب وأداء الأدوار به، حفرت اسمها بحروف من نور فى قلوب محبيها، وكان لها طريقها الخاص فى السينما والدراما المصرية.