شهدت سينما «استوديو مصر» مساء يوم 29 سبتمبر 1940، الذى وافق الرابع من رمضان، العرض الأول لفيلم «دنانير» الفيلم الثالث فى مسيرة كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، السينمائية، بعد فيلمى «نشيد الأمل» و«عايدة» وكانت مدته 95 دقيقة. يحكى الفيلم عن الوزير «جعفر البرمكي» الذى يستمع إلى صوت البدوية «دنانير» وهى تغنى أثناء مروره بالصحراء، فيُعجب بصوتها بشدة ويقترح على مربيها أن يصطحبها معه إلى بغداد لكى تتعلم أصول الغناء على يد إبراهيم الموصلي، وتتاح الفرصة لدنانير كى تغنى أمام الخليفة هارون الرشيد، فيعجب بصوتها، وتصبح مغنيته المفضلة، وتزداد المؤامرات للإساءة إلى الوزير جعفر لدى الخليفة الرشيد، الذى ينتهى به التفكير إلى أن يأمر السياف بقطع رقبة الوزير. شارك «أم كلثوم» البطولة، عددا كبيرا من الفنانين، منهم سليمان نجيب وفؤاد شفيق ويحيى شاهين وآمال زايد وعمر وصفى ومحمود رضا وحسن كامل وسعيد خليل وسرينا المصرية وأدموند تويما، ومن الراقصات ببا إبراهيم وتحية كاريوكا، الفيلم قصة وأغانى أحمد رامى وألحان محمد القصبجى وزكريا أحمد ورياض السنباطى والموسيقى التصويرية لمحمد حسن الشجاعى وسيناريو وإخراج أحمد بدرخان. اشتهر الفيلم بأغنية «يا ليلة العيد أنستينا» التى كتب كلماتها الشاعر الكبير أحمد رامى، وقام بتلحينها رياض السنباطى، وتعد من أكثر الأناشيد والأغانى مشاهدة فى ليلة العيد؛ وحذفت الأغنية من أحداث الفيلم بناءً على إصرار أم كلثوم نفسها، لتصبح مرتبطة أكثر بليلة العيد؛ والأغنية نفسها غنتها كوكب الشرق أمام الملك فاروق أثناء إحيائها لحفل باستاد «مختار التتش» بالنادى الأهلى عام 1944، وكانت تشدو أغنيتها الشهيرة. وقتها فاجأ الملك الحضور دون أن يدرى أحد بزيارته، وفجأة بدأ الصراخ والهتاف للملك من الجماهير، لتسكت أم كلثوم وتتوقف عن الغناء، فى انتظار لحظة هدوء لتعود وتغني، وبذكائها المعهود قامت بتغيير كوبليه من الأغنية وأدخلت اسم الملك فاروق ترحيبا بقدومه؛ فغنتها «يا نيلنا ميتك سكر، وزرعك فى الغيطان نور، يعيش فاروق ويتهنى، ونحيى له ليالى العيد» بدلا من «يا نيلنا ميتك سكر وزرعك فى الغيطان نور تعيش يا نيل وتتهنى ونحيى لك ليالى العيد». بعد الحفل استدعاها الملك فاروق وصافحها وأعلن منحها الوسام، وقال مذيع الحفل، إن الملك فاروق أنعم على الآنسة أم كلثوم بنيشان الكمال، وجاءت أم كلثوم ووجهت كلمة شكر للملك فاروق. لم يكن الملك فاروق هو الوحيد الذى ارتبط اسمه بالفيلم، ففى أوائل عام 1941 انتهز الأمير عبدالله بن الحسين، أمير شرق الأردن، الذى أصبح ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية عام 1946، فرصة زيارته مصر، لمشاهدة الفيلم الذى عرض فى سينما «استوديو مصر»؛ ويظهر فى صورة نادرة أثناء خروجه من صالة السينما عقب انتهاء الفيلم، وإلى يساره سيدة الغناء العربي، بطلة الفيلم، وخلفهما عبدالحميد أباظة بك، وعبدالله فكرى أباظة بك، والموسيقار محمد القصبجي، ومن حولهم أعضاء حاشية الملك وبعض مودعيه.