ثياب الملوك والأمراء وكسوة الكعبة والمفارش والسجاد والأوشحة وغيرها الكثير من التحف النسيجية التى تزين العديد من متاحف العالم كمتحف المتحف الأهلى بلندن ومتحف متروبوليتان ومتحف النسيج ومتحف الفن الإسلامى بالقاهرة والذى يحتوى على مجموعة نادرة من الأقمشة التى نقشت بالزخارف الإسلامية والرسوم النباتية بطريقة السيرما وهى نوع من التطريز ينفذ باستعمال خيوط ذهبية أو فضية أو نحاسية أو ألومنيوم إما طبيعية أو مخلقة. ويُعد التطريز أحد فروع المساعدة للخياطة وكان الأرمن يسيطرون على هذه الحرفة فى الأستانة ثم انتشرت عن طريقهم فى مصر وظلوا يحتكرونها حتى نهاية القرن التاسع عشر، وكان يحتاج هذا النوع من التطريز إلى حرفية عالية ودقة متناهية، ويأتى سحر وفتنة هذا النوع من التطريز من التأثيرات الحادثة بفعل لمعان الخيوط المعدنية، كما يمكن مزج الذهب والفضة مع أساليب أخرى بطريقة فائقة وشيقة. وسبق فن التطريز فنَّ الحياكة بزمن طويل، حيث مارسته شعوب معظم الحضارات القديمة أما أقدم المطرزات التى حفظت حتى العصر الحاضر فقد عثر عليها فى مقبرة توت عنخ آمون فى مصر، وتعود إلى القرن السادس عشر قبل الميلاد ، ثم انتقلت بعض تلك المطرزات إلى أوروبا ممثلة فى ملابس رجال الكنيسة وبعض الملوك والنبلاء، ومن أشهرها الرداء الكنسى للقديس توماس بيكت وهو رداء مطرز بالذهب، ورداء التتويج الخاص بالملك روجار الثانى النرمندى فى صقلية، والرداء الخاص بالملك وليم الثاني. وفى ظل الحضارة الإسلامية تفنن الطرازون فى ابتكار أنواع مختلفة من المطرزات كانت تستعمل لتوشية الملابس والمفارش ومجالس الكبراء، وكانت دور الطراز مخصصة لتزيين ملابس الخلفاء والسلاطين والأمراء وفق نماذج محددة تناسب مقام من تهدى إليه، وتتدرج من الدروع الداخلية البسيطة إلى الأثواب الفاخرة المطرزة بالذهب والفضة، وبدأت المهنة فى التدهور وتراجع فى فن أشغال الإبرة تدريجياً وذلك بعد اختراع آلات التطريز والتى كانت بدايتها فى عام 1829، وعلى الرغم من إسهام آلات التطريز فى تطوير أعمال التطريز وإنتاج المطرزات بأنواعها فإن فن السيرما له سحره الخاص. كسوة الكعبة وتعتبر كسوة الكعبة الشريفة من أبرز وأهم القطع التى تعتبر بشكل كبير عن فن السيرما أو التطريز بخيوط الذهب والفضة حيث تعتبر «كسوة الكعبة» بمتحف النسيج المصرى بشارع المعز وهى التحفة النسيجية والتى كانت تصنع فى دار الكسوة بالخرنفش، وهى آخر قطعة مصرية ذهبت إلى الكعبة والتى تم صنعها فى عهد الملك فاروق الأول، كما تُعد «ستارة باب التوبة» هى درة تاج المتحف وهى قطعة من القماش مستطيلة الشكل، عليها زخارف نباتية، وكتابات قرآنية مطرزة بخيوط فضية بأسلوب «السيرما». أما عن أقدم ستارة لباب الكعبة الشريفة والتى أعدها المماليك فى مصر عام 1516 والتى أُحُضرت تلك الكسوة من مكة بعد استبدالها بأخرى جديدة فى أول حج بعد الفتح العثمانى لمصر والحجاز، وأُعطيت لخليفة المسلمين السلطان سليم الأول «سليم يافوز» فى عام 1517، وظلت الكسوة الشريفة معروضة بالجامع لمدة 600 عام مُعلقة على الحائط وتم ترميمها مؤخراً فى عام 2009 بعدما اهترأت بشدة، فوُضعت بعد الترميم فى صندوق زجاجى محكم تحت درجة حرارة ورطوبة منخفضة للحفاظ عليها، ويبلغ طول تلك الستارة 6.5 متر وعرضها 3.45 متر وبها خيوط من حرير.