قال رئيس وحدة دراسات حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات سابقا والخبير المائي، الدكتور هانئ رسلان، إن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، إلى مصر تأتي تلبية لدعوة الرئيس "عبدالفتاح السيسي"، مشيرا إلى أنه عقب الاجتماع التساعي الأخير الذي عُقد في أديس أبابا في منتصف مايو الماضي وجّه رسالة "السيسي" الدعوة له لاستكمال التفاهم والتعارف والتعرف على خططه فيما يتعلق بقضايا المياه وهي القضية الأكثر أهمية على مستوى العلاقات بين البلدين حاليًا. وأضاف رسلان خلال لقاء له ببرنامج "ساعة من مصر" على فضائية "الغد" الاخبارية، مع الإعلامي خالد عاشور، أن زيارة "أبي أحمد" تستبق الاجتماع المقرر عقده في القاهرة خلال الشهر الجاري بين الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان، لافتا إلى أن الاجتماعات التساعية على المستوى الوزاري غير قادرة على إحداث اختراقات مهمة في الملفات ما لم يكن هناك تفاهم سياسي على مستوى القمة. وأشار إلى أن الاجتماعات التي تمت مع رئيس الوزراء الإثيوبي السابق، ديسالين، شهدت تقديم القاهرة لتصورات ورؤية لصفقات متعلقة بالتنمية والاستقرار إلا أن أديس أبابا تعاملت معها بقدر من التباطؤ، إذ يهتمون بقضاياهم الخاصة وليست قضايا المنطقة. وأوضح رسلان أن توجه القيادة السياسية الجديدة له انعكساته، إلا أن "أب يأحمد" جزء من ائتلاف حاكم وليس من مصلحته تغيير التوجهات العامة للدولة في هذا التوقيت المبكر، خاصة في ملف سد النهضة، إذ يتم استخدام هذا الملف ك قضية تعبئة للشعوب الإثيوبية وقومياتها، ويتم الترويج للسد على أنه مشروع قومي يلتف حوله الإثيوبيين وهو أمر مبالغ فيه. وأشار إلى أنه حتى الآن لم يظهر أي اختلاف بين رؤية "أبي أحمد" لملف سد النهضة وبين رؤية سابقه "ديسالين"، خاصة أن المفاوضات دخلت في مفترق طرق مع إعلان إثيوبيا عن بدء ملئ السد في هذا الموسم وتضع العراقيل التي تحول دون إتمام الدراسات التي يقوم بها المكتب الاستشاري، في الوقت الذي تصر فيه القاهرة على الدراسات، لافتا إلى أن إثيوبيا تريد أن تضع سيناريوهات منفردة دون وجود اتفاق موجود لكي تنفرد بالسيطرة والتحكم في المياه، بينما تريد مصر اتفاق حول سنوات الملء وسياسات التشغيل ويكون اتفاق ملزم لكافة الأطراف. وتابع رسلان أن إثيوبيا تتبع استراتيجية "السيطرة المنفردة" على المياه والتصرف في كمية المياه المتجمعة خلف السد، مؤكدا أن الدولة المصرية تتعامل بصبر طويل وتعرض صفقات أكثر شمولًا، وأشار إلى أن أديس أبابا تعمدت تعطيل مسار الدراسات كي تصل لمرحلة الملء؛ لأنها تبحث عن إنجاز سياسي، ورأى أن إثيوبيا تريد أن تعطي تطمينات شفوية فقط لأنها في نهاية المطاف تريد الاحتفاظ بحق التصرف المنفرد دون وجود أي اتفاق مكتوب حول سياسة تشغيل السد كي لا يلزمها بأي شيء. وكشف رسلان أن مصر ستتأثر خلال فترة ملئ الفيضان في مرحلة بعد الملئ، وفي أوقات الفيضان المنخفض لأن إثيوبيا في تلك المرحلة سيكون لديها خياران، إما احتجاز المياه بغرض توليد الطاقة أو تطلق المياه لأغراض الزراعة وسيكون في هذه الحالة قرار إثيوبي.