نيويورك تايمز: أمريكا وإيران تواجهان "داعش" في الشرق الأوسط

أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن أمريكا وإيران أصبحتا على "الجانب ذاته" خلال مواجهتهما مجموعة من القضايا الإقليمية المحيطة، وسط التمرد المستعر في الشرق الأوسط، حيث لم يعد يقتصر الأمر على المفاوضات بشأن البرنامج النووي لطهران.
واستعرضت الصحيفة الأمريكية الأوسع انتشارا الأوضاع في الشرق الأوسط الآسيوي، حيث تواجه الحكومتان الأمريكية والإيرانية الخطر ذاته من قبل حركة داعش، الذين عرفتهم الصحيفة بأنهم مقاتلون شباب سنة، يمتلكون شاحنات صغيرة، وبنادق كلاشينكوف، ويرفعون الراية السوداء لتنظيم القاعدة على خطوط "الصدع" الطائفي في سوريا ولبنان والعراق وأفغانستان واليمن.
ومن المعروف للمراقبين ان الولايات المتحدة مترددة في التدخل بصراعات دموية جديدة غير حاسمة، بعدما تراجع نفوذها الإقليمي، بعدما صار العراق الذي كلف الأمريكيين تريليون دولار وأكثر من 4 آلاف شخص، أرضا خصبة للاضطرابات.
وعلى الجانب الآخر، تهيمن إيران على الشيعة، ولديها أسبابها الخاصة ، بعدما صارت الميليشيات السنية تشكل تهديدًا لدول حليفة لإيران مثل سوريا والعراق، بينما بدأت الولايات المتحدة سحب قواتها من أفغانستان.
ووصفت الصحيفة التحركات الإيرانية بأنها تعكس "برجماتية ذكية" للرئيس الإيراني الجديد، حسن روحاني، ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، حيث تهدف هذه السياسة إلى تحويل ايران الى قوة إقليمية، ولكنها بالنسبة إلى آخرين، خاصة منتقدي إيران، يرون أنها تهدف إلى كسب رضا الغرب عنها في الوقت الذي تسعى فيه إلى امتلاك أسلحة نووية، وتقوم بدعم الجهاديين التابعين لهم في جميع أنحاء المنطقة.
وأشارت إلى أن إيران تبدو كجزيرة مستقرة في منطقة تعاني من الاحتجاجات العنيفة، والمصادمات الطائفية والانتحاريين، من هنا فالخيارات امام واشنطن محدودة، لذا نقلت الصحيفة عن أحد الصحفيين الإيرانيين قوله: "إننا نواجه نفس العدو، حيث عدو عدوي صديقي".
وأرجعت الصحيفة مرحلة ذوبان الجليد في العلاقات بين إيران وأمريكا إلى ما يقرب من عام، بعدما اتخذ الجانبان مبادرات أثارت غضبا عميقا لدى أقرب حلفاء واشنطن الإقليميين "السعودية وإسرائيل".
الجدير بالذكر أن سلسلة من المحادثات السرية كانت قد أجريت في عمان وجنيف لوضع اسس لإعادة العلاقات التي توترت لما يقرب من ثلاثة عقود بين الدولتين بعد احتجاز طلاب إيرانيين لدبلوماسيين أمريكيين كرهائن خلال الثورة الإيرانية.