أطلق المتمردون السوريون سراح 50 شخصا على الأقل، كانوا مأسورين من قبل فصيل محسوب على تنظيم القاعدة، إثر مواجهات جرت بين الجانبين في عمق المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا. وذكرت صحيفة ال"جارديان" أن الاقتتال الداخلي بين المتمردين في سوريا، يعكس اتساع نطاق الحرب الداخلية فيما بينهم، كما أنه يشير أيضا إلى جرأة فصائل المتمردين التي تشكلت حديثا في محاولة تخطي خصومهم من تنظيم القاعدة في بعض المناطق الشمالية. وبدأ هذا التوتر ضد مقاتلي تنظيم القاعدة منذ شهور تقريبا ما ساعد في تقويض معركة المتمردين ضد بشار الأسد، واندلع القتال العنيف في المحافظات الشمالية في حلب وإدلب مرة أخرى يوم الجمعة الماضي، بعد أن اتهم السكان هناك مقاتلي "إيسيل" بقتل طبيب شهير. وقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، عدد المقاتلين الذين سقطوا من كلا الجانبين بما يقرب من 100 قتيل منذ يوم الجمعة الماضي. جدير بالذكر أن المتمردين الذين يقاتلون ضد مقاتلي "إيسيل" هم سلسلة من الجماعات المعتدلة والمتشددة والذي لا يربط بينهم شيء سوى كرههم للمقاتلين الذين ينتمون إلى تنظيم القاعدة. وقد اتهم هؤلاء المتمردون مقاتلي تنظيم القاعدة بأنهم تجاوزوا مناطقهم واستولوا على أسلحتهم، كما قاموا بحبس المدنيين السوريين واعتقال الصحفيين والنشطاء الذين ينتقدونهم. وقال رامي عبد الرحمن مدير "المرصد" إن تحالف الألوية الإسلامية قد بدأ الاشتباك مع مقاتلي "إيسيل" يوم الغثنين الماضي في "الرقة" واستمرت هذه الاشتباكات حول مكتب بريد المدينة. وأضاف عبد الرحمن أن القوات حاصرت المقر الرئيسي ل "إيسيل" في الرقة، وقامت بتحرير 50 شخصا على الأقل من سجن قريب، من بينهم مقاتلون ونشطاء. وقال المرصد إن مقاتلي "إيسيل" ترجعوا من بلدة قريبة من التل الأبيض على طول الحدود التركية بعد قتال عنيف، واستمر القتال في أجزاء أخرى من حلب. جدير بالذكر أن مقاطعة الرقة استولى عليها مقاتلو "إيسيل" العام الماضي، وفقد فيها الكاهن الإيطالي الأب "باولو دالوليو" حينما كان ذاهبًا لمقابلة مقاتلي القاعدة في يوليو الماضي. منذ ذلك الحين سرت شائعات باعتقال عمال إغاثة وصحفيين ونشطاء في الرقة. وقال المرصد إن مصير الأب باولو وبقية المحتجزين الذين يقدر عددهم بأكثر من 1000 شخص ما زال مجهولا.