قتل شخص واحد على الأقل وأصيب آخرون بجروح في أعمال عنف جديدة اندلعت منذ مساء الجمعة، في حي "بي كا5"، الذي تسكنه أكثرية مسلمة في عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى بانغي. ونقلت "فرانس برس" عن مصادر رسمية في بانغي، قولها السبت، إن أعمال العنف اندلعت بعد إلقاء قنبلة على منزل أتاهيرو بالادودو رئيس بلدية الدائرة الثالثة، التي تضم حي "بي كا5". وقال بالادودو:"كنت في منزلي أفطر بهدوء، ووصلت قنبلة يدوية"، فيما قال مسئول في مسجد "علي بابولو" في حي "بي كا5"، إن عمليات ثأر تلت الهجوم على المنزل، أدت إلى مقتل شخص واحد وإصابة آخرين بجروح. وأغلقت المتاجر في حي "بي كا5" أبوابها، وتتكرر أعمال العنف الطائفية في هذا الحي، الذي يعتبر الرئة الاقتصادية لعاصمة أفريقيا الوسطى بانغي. وفي أبريل الماضي، أدت عملية لإزالة قواعد ميليشيات من الحي نفذتها الأممالمتحدة ترافقها قوى أمن من أفريقيا الوسطى، إلى اندلاع أعمال عنف أسفرت عن عشرات القتلى في الحي. وامتدت أعمال العنف بعد ذلك إلى مناطق قريبة من "بي كا5 "، ما أسفر عن 24 قتيلًا على الأقل و170 جريحًا. وتفشى العنف والفوضى في أفريقيا الوسطى منذ 2013 بعد أطاح تمرد سيليكا الموالي للمسلمين في شمال البلاد بحكم الرئيس السابق فرنسوا بوزيزي، فشنت مجموعات انتي بالاكا، التي يشكل المسيحيون القسم الأكبر منها هجوما مضادًا. ويبلغ عدد سكان إفريقيا الوسطى حوالي خمسة ملايين نسمة، 45 بالمائة، منهم من البروتستانت و35 بالمائة من الكاثوليك و15 بالمائة من المسلمين، غالبيتهم ينحدرون من الشمال، الذي انطلق منه تمرد 2013 ضد تهميشهم. وتولى المسلمون الرئاسة في جمهورية إفريقيا الوسطى، لأول مرة، بوصول الرئيس ميشال جوتوديا إلى الحكم في مارس الماضي 2013، والذي حرص حينها على طمأنة الجميع، قائلا:"إن إفريقيا الوسطى دولة علمانية، يعيش المسيحيون والمسلمون في دولة علمانية، صحيح أنني مسلم لكن من واجبي خدمة وطني، جميع مواطني إفريقيا الوسطى"، لكنه أقر بأن "بعض الأشخاص من أصحاب النيات السيئة أرادوا جر البلاد إلى نزاع ديني". وتقع جمهورية إفريقيا الوسطى، وسط القارة السمراء، وتحدها تشاد من الشمال، والسودان من الشرق، والكونغو الديمقراطية من الجنوب، والكاميرون من الغرب، كانت ضمن المستعمرات الفرنسية، إلى أن نالت استقلالها عام 1960. وتتمتع أفريقيا الوسطى باحتياطيات من الذهب والألماس والنفط واليورانيوم، إلا أن هذه الموارد لا تزال غير مستغلة، فيما تصنف هذه الدولة بأنها أشد دول العالم فقرا.