«يسعد صباحكم كلكم يا شغالين.. الشمس طالعة بابتسامة الأمل.. بتقول يا نايم قوم بدأ وقت العمل.. دى الدنيا خيرها وعزّها للشقيانين» على صوت الشيخ إمام، يستيقظ «عم حنفي» عامل نظافة، صباح كل يوم عقب صلاة الفجر، ويتأمل لحظات إلى عقارب الساعة؛ التى يبدأ من خلالها ارتداء ثياب العمل، وتجهيز أدواته من «المقشة والجاروف»؛ ليحملها فى قبضة يديه، ويتجه بها إلى منطقة المعز بالحسين، لا يعتمد على أدوات شركات النظافة؛ بل يحرص دائمًا على توفير أدوات خاصة به؛ ولكن الوضع اختلف فى ساعات الصيام، وسط ملامح تعب تبدو عليه، إلا أنه تحدى كل ذلك. «الصيام بيعلمنا الصبر.. وإحنا شغالين بكل صبر» بتلك الكلمات يعبر «عم حنفي»، مدى رضاه عن عمله فى شهر رمضان، فيبدأ خدمته الوطنية فى السادسة صباحًا، دون النظر إلى المقابل المادي، ويتحمل الكثير من الأعباء والضغوطات؛ لإضفاء المظهر الجمالى بشوارع القاهرة، يتحدى صعوبات الصيام وحرارة الشمس، والابتسامة على ملامحه، ولا يترك فرض صلاة دون تأديته. ورغم أنه يجد أن دوره مهمش بالنسبة لنظرة المجتمع إليه، إلا أنه لم يهتم بذلك التجاهل ويعمل للرقى بمظهر الوطن، يقول «عم حنفي»: إنه يستعد يوميًا إلى عمله عقب صلاة الفجر، ولكن فى شهر رمضان يكون الوضع مختلفا، حيث إنه يعمل 8 ساعات فى 24 يومًا خلال هذا الشهر، أى ما يساوى 192 ساعة، إلا أنه يتحدى صعوبات الصيام وحرارة الشمس، ويتابع: ما يقوم به ما هو إلا خدمة عامة للمجتمع، بهدف بث السعادة والبهجة فى نفوس المواطنين. ويستكمل: «بتعرض لمواقف مستفزة، بقابل ناس بترمى الزبالة قدامي، وتقولى شيلها أنت؛ علشان دى شغلانتك»، فى نبرة حزن كادت تنتج عنه دموع الشقى، وكأن شهر رمضان مثله مثل أى شهر، ويختتم: «أهم شيء بنهتم بيه هو فرحة الناس وراحتهم.. وطالما الناس مبسوطة أنا مبسوط».