عاد الإرهاب لضرب عاصمة النور «باريس» من جديد، الأحد، على يد شاب شيشانى طعن عددًا من المارة فى باريس، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 8 آخرين. الشرطة الفرنسية ألقت القبض على والدى المتهم فى منزلهما، وخلال التحقيق معهما تبين أنه يتبع تنظيم «داعش» الإرهابي. ولم تشهد العاصمة الفرنسية منذ فترة ليست بالقليلة أى أحداث إرهابية، ما أثار تساؤلات حول عودة استهداف فرنسا من قبل الإرهابيين. خالد الزعفراني، الإخوانى المنشق، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، قال إن فرنسا من أكثر بلدان القارة العجوز، استهدافًا من قبل التنظيمات الإرهابية خاصة تنظيم «داعش»، مرجعًا ذلك إلى أن فرنسا بها أكبر جالية عربية وجميعهم يحملون الجنسية الفرنسية. وأوضح «الزعفرانى»، فى تصريحات ل«البوابة نيوز»، أن «داعش» استطاع خلال الثلاث سنوات السابقة زرع خلايا نائمة كثيرة فى باريس وريف فرنسا. وأشار إلى أن عناصر داعش بدأوا يتوغلون فى الأوساط الإسلامية الفرنسية ويزرعون الأفكار المتطرفة، وساعدهم على هذا الأمر أن عددًا كبيرًا من مسلمى فرنسا لم يكن لديهم دراية كاملة بمفاهيم الدين الإسلامي، لذلك كانوا فريسة سهلة بالنسبة لعناصر التنظيم. وحذر الباحث فى شئون الحركات الإسلامية من وقوع جرائم إرهابية أخرى، خلال الأيام المقبلة، عن طريق الخلايا النائمة. من جانبه، قال سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن باريس بها عدد كبير من الجاليات العربية خاصة من مواطنى شمال أفريقيا، لافتا إلى أن هؤلاء يكرهون فرنسا بدرجة كبيرة بسبب احتلال فرنسا لهم لسنوات طويلة. وأكد «اللاوندي»، فى تصريحات ل«البوابة نيوز»، أن العناصر الإرهابية تعتبر فرنسا دولة مزعجة لهم، لأنها من أكثر الدول الأوروبية التى تُحارب الإرهاب. وأوضح خبير العلاقات الدولية فى مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، أن فرنسا تعتبر ملاذًا آمنًا للجماعات المتطرفة ومنطقة جغرافية مناسبة للاستيطان، لأن بها مساحات خضراء كثيرة وبعيدة عن أعين الأمن، مشيرا إلى أن تلك الأماكن تعتبر معقلًا إرهابيًا مناسبًا بالنسبة لعناصر تنظيم «داعش» وبقية التنظيمات الأخرى.