"مأوى الغياب" و"موت صغير" وأوجاع مي زيادة في "ليالي إيزيس كوبيا"

صدر حديثًا عن دور النشر العربية والأجنبية عدد من الإصدارات الحديثة، من أبرزها «مأوى الغياب»، وهى متتالية قصصية صدرت عن دار نشر ممدوح عدوان، فى سوريا، للكاتبة منصورة عزالدين، تقع فى 141 صفحة، وتدور حول حطام الأحداث والبشر، وعن المدن الهالكة، وتنتمى إلى عالم مستسلم للغموض ويعيش فى الهواجس والشكوك. وفى بيروت أصدرت دار الساقى الطبعة الحادية عشرة من رواية «موت صغير» للكاتب السعودى محمد حسن علوان، الحاصل على الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر عام 2017. وعن دار الآداب فى لبنان صدر حديثًا «ليالى إيزيس كوبيا» للكاتب الجزائرى واسينى الأعرج، ويتناول الكاتب قصة حياة الأديبة اللبنانية مى زيادة، تصبح مى زيادة الإنسانُ على مسافة نَفَس منّا، فنسمع نشيجها وهى فى قمَّة عزلتها فى مستشفى المجانين، العصفوريَّة، الذى زُجَّتْ فيه ظلمًا، بهدف الاستيلاء على ميراثها العقارى والمالى... ونُصغى إلى أنفاسها وهى تخبو بهدوء، قبل رحيلها الأخير عن الدنيا، حوَّلها الأهل والأصدقاء إلى الجحيم، وتذهب الرواية إلى أبعد من ذلك، فى تحليلها الفنِّىّ لمشكلات العصر الخطيرة، إذ اختار جيل مى الحداثة، لكنَّه رفض دفع ثمنها، فكل من لطفى السيِّد، طه حسين، الرافعى، العقَّاد، جبران، شوقى، مطران، الريحانى، وغيرهم، هيكلوا مجتمعَ العشرينيَّات حتى الخمسينيَّات فكريًّا، لكنَّهم تركوه معلَّقًا داخل حداثة مستحيلة، شكّلتها المنظومة الدينيَّة والفكرُ المحافظ.