قال البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن القيامة عيد نوراني ويرتبط بالنور، وفي القيامة يقف الإنسان ويتساءل: ماذا صنعت القيامة للإنسانية؟ وأضاف البابا خلال عظته بقداس عيد القيامة مساء اليوم بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية: "البشر الذين يخلقهم الله يختارون طريقا من اثنين، البعض يختار أن يكون صانع ألم وبعضهم يختارون أن يكونوا زارعي أمل، والقيامة تزرع الأمل في قلوب البشر". واستطرد: "البعض قد يسبب الألم بسبب ما يبثه من شائعات وأكاذيب وضلالات، أو من خلال أطماعه وأنانيته، وإذا رجعنا بالذاكرة إلى قصة ميلاد المسيح نتذكر هيرودس الذي قتل كل أطفال بيت لحم وسبب آلامًا وبكاءً وعويل، ولذلك نعتبر أطفال بيت لحم أول شهداء في المسيحية". وأردف: "نذكر يهوذا التلميذ الخائن الذي كان أحد تلاميذ المسيح ولكنه كان خائنًا وسارقًا وباع سيده بثلاثين من الفضة وهو ثمن بخس، وأيضًا نتذكر اليهود الذين صلبوا المسيح، وهناك أمثلة كثيرة ويمكن أن نبحث في حياتنا عن من يسببون الألم فمثلًا من يتاجرون في المخدرات ومن يمارس تعليمًا منحرفًا". وتابع: "القيامة هي الحدث الأكبر في تاريخ البشر الذي زرع الأمل في حياة الناس، ومن يعيش في فكر القيامة والنور يستطيع أن يزرع الأمل، فالقيامة زرعت الأمل في قلوب البشر، فالتلاميذ بعد صلب المسيح كانوا في حالة من الخوف والحيرة، ولكن عندما ظهر المسيح لهم بدد كل خوف". وأوضح: "القيامة تعنى أن تكون إنسانا زارعًا للأمل بالكلمة المشجعة والنظرة المتفائلة والأفعال الإيجابية، فهي دعوة لكل شخص بأن يكون إنسانا زارعًا للأمل والرجاء في حياته وعمله ومجتمعه، ولذلك نظل تحية القيامة" المسيح قام حقا قام" حتى نعيش أمل القيامة ونبتعد عن الألم". واختتم: "نصلي من أجل بلادنا الحبيبة مصر وكل المسئولين فيها، ونصلي من أجل السلام والهدوء والطمأنينة، وأن يحل الله بسلامه على البلاد التي ما زالت تعاني، ونصلي من أجل أن يحفظ الله بلادنا ومسئولينا".