الحكومة: وقف تخفيف أحمال الكهرباء عن الكنائس خلال احتفالات عيد القيامة    أسعار الذهب فى منتصف تعاملات اليوم السبت    مدبولي يتفقد مصنعى فيله للصناعات الغذائية وduck للأحذية ببورسعيد    رئيس الوزراء يتفقد محطتى تحيا مصر 1 و2 بميناء دمياط    الزجاجة ب 65 جنيها.. هبوط أسعار زيت الطعام 25%    "رجال الأعمال المصريين" توقع بروتوكول تعاون مع مقاطعة تشجيانغ الصينية    أسعار سيارات فورد فوكاس موديل 2023 بعد التخفيضات الأخيرة.. تعرف عليها    تشكيل مازيمبي أمام الأهلي في دوري أبطال إفريقيا    "متبقي 4 مباريات".. هل يكسر مرموش رقم زيدان بالدوري الألماني؟    اتحاد الكرة: تواصلنا مع فيتوريا لسداد الشرط الجزائي.. ومحمد صلاح سينضم بالمعسكر المقبل    كشاف ريال مدريد السابق ل«أهل مصر»: مباراة الكلاسيكو في صالح الملكي.. وبرشلونة ليس لديه ما يخسره    ضبط 3 أجانب بحوزتهم 3500 قرص مخدر بالقليوبية    تأجيل محاكمة المتهمين بالتنقيب عن الآثار في عابدين    ضبط عنصر إجرامى لإدارته ورشة تصنيع أسلحة بالأقصر    إصابة 16 شخصا بينهم 12 فتاة في انقلاب ميكروباص بالفيوم (أسماء)    وداعا "العمدة" صلاح السعدني    "قومية الإسكندرية" تقدم "سجن النسا" على مسرح قصر ثقافة الأنفوشي    مخاطرة بحرب إقليمية.. هآرتس تنتقد الهجوم الإسرائيلي على إيران    "الأعلى لشئون التعليم": تنفيذ المبادرة الرئاسية "الكشف الطبي على طلاب الجامعات" لتوفير بيئة تعليمية صحية    محافظ الغربية يتفقد 12 مشروعا لحياة كريمة ورصف القرى بزفتى    نتائج التحقيقات الأولية في انفجار قاعدة كالسو العراقية    واشنطن توافق على طلب النيجر بسحب قواتها من أراضيها    موسم استثنائي، أرقام مميزة لعمر مرموش مع آنتراخت فرانكفورت    مفتي الجمهورية: الاكتفاء بالاجتهاد الفردي أصبح أمرًا صعبًا مهما اتَّسع عِلم العلماء.. والواقع المتسارع يُملي علينا ضرورة التعاون لتوحيد الرؤى والأفكار    داعية يحذر "محدش يدعي على نفسه بالموت"    الحكومة: وقف تنفيذ قطع الكهرباء عن الكنائس خلال احتفالات العيد    5 أيام متتالية| مفاجأة بشأن إجازات شهر مايو.. إيه الحكاية؟    بمشاركة 24 دولة.. انطلاق معرض البنية التحتية وتكنولوجيا المياه بالقاهرة 28 أبريل    وفاة سيدة وإصابة طفلة في حريق منزل ببني سويف    مشوفتش عشيقة المدير نهائيًا.. أقوال شاهدة في قضية رشوة أسوان الكبرى.. فيديو    اليوم .. اجتماع هام لوزير التعليم استعداداً لامتحانات الدبلومات الفنية    حذرنا مرارا وتكرارا.. سامح شكري: قلقون من التصعيد القائم في المنطقة    تونس تؤكد دعمها للشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه    «يد الأهلي» يواجه أمل سكيكدة الجزائري بكأس الكؤوس    إياد نصار: بحب الناس بتناديني في الشارع ب «رشيد الطيار»    مفاجأة.. سبب عدم مشاركة صلاح السعدني في مسرحية مدرسة المشاغبين    فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة يحقق مفاجأة في دور العرض.. تفاصيل    دخول 250 شاحنة مساعدات لغزة واستقبال أعداد من الجرحى والحالات الإنسانية    عبد الغفار يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين أمانة الصحة النفسية و«أوتيزم سبيكس» العالمية    نجاح إعادة كف مبتورة لشاب عشريني في مستشفيات جامعة المنوفية    وزير الأوقاف ومحافظ جنوب سيناء يهنئان أسقف السمائيين بشرم الشيخ بالعودة من رحلة علاجية    فضل الذكر: قوة الاستماع والتفكير في ذكر الله    بالفيديو.. ناقد فني عن صلاح السعدني: ظنوه «أخرس» في أول أعماله لإتقانه الكبير للدور    فريدة الشوباشي: الولايات المتحدة الأمريكية سبب خراب العالم كله    منها زيادة الوزن.. خبراء يحذرون من أضرار الحليب المجفف    بروتوكول تعاون بين جامعة طيبة وجهاز المدينة الجديدة لتبادل الخبرات    مدير كلية الدفاع الوطني التنزاني يشكر مصر على ما تقدمه من دعم لدولته    كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا مضادا للطائرات    كيف أدعو الله بيقين؟ خطوات عملية لتعزيز الثقة بإجابة الدعاء    يُغسل ولا يُصلى عليه.. حكم الشرع تجاه العضو المبتور من جسد الإنسان    ابسط يا عم هتاكل فسيخ ورنجة براحتك.. موعد شم النسيم لعام 2024    أهالى شبرا الخيمة يشيعون جثمان الطفل المعثور على جثته بشقة ..صور    أدعية الرزق: أهميتها وفوائدها وكيفية استخدامها في الحياة اليومية    سيف الدين الجزيري: مباراة دريمز الغاني المقبلة صعبة    ناقد رياضي شهير ينتقد شيكابالا وتأثير مشاركاته مع الزمالك .. ماذا قال؟    خالد منتصر: ولادة التيار الإسلامي لحظة مؤلمة كلفت البلاد الكثير    آلام العظام: أسبابها وكيفية الوقاية منها    مرض القدم السكري: الأعراض والعلاج والوقاية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"البوابة نيوز" تنشر الفصل الأول من كتاب "شي جين بينغ- الطريق إلى القمة"
نشر في البوابة يوم 04 - 04 - 2018

تنشر "البوابة نيوز" الفصل الأول من كتاب "شي جين بينغ- الطريق إلى القمة"، من تأليف الكاتب الصحفي عماد الأزرق، والصادر عن مؤسسة بيت الحكمة للثقافة والإعلام، والذي يناقش اليوم الأربعاء في المجلس الأعلى للثقافة.
الكتاب يتناول سيرة وحياة الرئيس الصيني الذي فاز مؤخرًا بفترة رئاسية جديدة.
طريق شي جين بينغ
«الطريق» مفهوم راسخ في الثقافة الصينية يقترب من العقيدة وهو مستمد من الفلسفة الطاوية وهو جوهر فلسفة لاو تسي، وهي ثاني فلسفة منتشرة بالصين بعد الكونفوشيوسية، وشكَّل مفهوم «الطريق» أيضًا بعدًا مهمًا في الكونفوشيوسية.
والطريق أو «الطاو» في الفلسفة الطاوية، تعني الطريق الذي يجب أن يسلكه المؤمنون وصولاً إلى الغايات الأسمى بداية من بوابة الظلمة إلى نور المعرفة واليقين، وللانتقال من اللاموجود إلى الموجود.
ولذا فقد شاع استخدام مفهوم الطريق في الثقافة الصينية قديمًا وحديثًا، فقديمًا ظهر «طريق الحرير»، باعتباره طريق العالم إلى الصين، الذي قرر شي إعادة إحيائه مجددًا ليكون طريق الصين إلى العالم، وتعزيز العلاقات الصينية مع دول العالم المختلفة، وتعظيم المنافع المتبادلة والمصالح المشتركة، بما يحقق الرخاء والازدهار للعالم كافة.
كما أكد شي أيضًا على التمسك بمفهوم «طريق الصين»، القائم على مبدأ الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، التي تنطلق من قيم وحضارة وثقافة الأمة الصينية العريقة، وضرورة أن يمتد ذلك المفهوم إلى الدبلوماسية ذات الخصائص الصينية، والديمقراطية ذات الخصائص الصينية، وفي كل مناحي الحياة.
ولا شكَّ أن شي جين بينغ قطع طريقًا طويلاً وشاقًا حتى يصل إلى قمة الهرم السياسي والحزبي والعسكري، ليقود بلاده في مرحلة بالغة الدقة في طريقها إلى قمة النظام الدولي وتحقيق طموحات وأحلام الأمة الصينية، وما يصبو إليه الحزب الشيوعي الصيني وخطط له طويلاً، وعمل من أجله الحكومة والشعب الصيني بمختلف قومياته، وأيضًا نحو قيادة العالم، وخصوصًا الدول النامية، لإقامة نظام دولي أكثر توازنًا واستقرارًا يقوم على المساواة والعدالة اعتمادًا على التعددية القطبية.
الفصل الأول: سيرة ومسيرة
إن المتأمل في السيرة الذاتية للرئيس شي جين بينغ ليصاب بالعجب والدهشة، من هذا القدر الهائل من المناصب التي تولاها في كل المستويات من أدناها إلى أقصاها، ومن القاعدة إلى القمة، سواء أكانت مناصب حزبية أو تنفيذية أو عسكرية، وهو ما أكسبه خبرات متراكمة، وأثقل شخصيته، وزاد من ثراء وتنوع سماته الشخصية بشكل كبير، وكان له بمثابة الزاد الذي لا ينضب، والمعين الذي لا يجف طوال مسيرته وخلال قيادته للصين.
وهو ما فسره شي بنفسه في لقاء صحفي مشترك أجراه معه عدد من وسائل الإعلام بدول تجمع بريكس في 19 مارس 2013 عندما قال: «أثناء لقاءاتي مع قادة الدول يسألونني باندهاش: كيف تحكم الصين.. هذا البلد كبير الحجم؟ صحيح أن الصين لديها 1.3 مليار نسمة، حكمها ليس سهلاً، بل إن معرفة أحوالها بوضوح وحده ليس بالأمر الهيِّن. أقول دائمًا إن معرفة الصين تحتاج إلى جهود ولا يكفي معرفتها من خلال زيارة مكان أو مكانين، فمساحة الصين 9.6 مليون كم مربع ويقطنها أبناء 56 قومية لذلك لا يجوز استخدام أسلوب تلمس الأعمى للفيل لمعرفة الصين».
«تقول عبارة صينية قديمة: رؤساء الوزراء يجب أن يكونوا قد خدموا في مناطق قاعدية، والقادة العسكريون العظام يجب أن يصعدوا من بين الجنود العاديين. آليتنا لانتقاء الكوادر من الصين تتطلب امتلاكها خبرات عملية على المستويات المحلية، حيث يتم التصعيد من مستوى إلى المستوى الأعلى منه».
وما تناوله الرئيس شي يوضح بجلاء حالة الزخم والثراء والتعدد التي تتسم بها سيرته الذاتية، والتي نوردها بإيجاز ليس على سبيل السرد وإنما محاولة لقراءتها قراءة سريعة للتعرف على أهم المكونات الشخصية للقيادة الصينية، وبما يعطي الدرس والحكمة للكثيرين الذين يكونون دائمًا في عجلة من أمرهم، ويسعون دائمًا للوصول إلى أعلى المناصب من أسهل الطرق، ويأملون في الوصول للقمة بدون مشقة أو عناء، دون اكتساب أي خبرات أو مهارات، وهو درس علينا أن نعيه ونتعلمه جيدًا خاصة في منطقتنا العربية، ولا سيما بين صفوف الشباب.
سيرة شي جين بينغ الذاتية
ولد شي جين بينغ، في يونيو عام 1953، في فوبينغ بمقاطعة شنشي في شمال غربي الصين، حيث ينتمي إلى قومية هان، وانضم إلى القوى العاملة في يناير 1969، قبل أن يبلغ السادسة عشرة من عمره، وانضم للحزب الشيوعي الصيني في يناير 1974، وتخرج من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة تسينغهوا وتخصص في النظرية الماركسية والتعليم السياسي والآيديولوجي، وأكمل المسيرة العلمية عقب التخرج بحصوله على درجة الدكتوراه في القانون أثناء عمله.
في الفترة 1969 - 1975، كان شابًا جامعيًّا وأمينًا لفرع الحزب الشيوعي الصيني لوحدة ليانغجياخه الإنتاجية في كومونة ونآنيي بمحافظة يانتشوان بمقاطعة شنشي.
وبين أعوام 1975 - 1979، كان طالبًا في قسم المركبات العضوية الأساسية بكلية الهندسية الكيميائية في جامعة تسينغهوا.
وخلال الفترة من 1979 - 1982، شغل منصبي سكرتير مدني بالمكتب العام في مجلس الدولة وسكرتير عسكري للمكتب العام التابع للجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
وبين عامي 1982 - 1983، عمل نائبًا لأمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمحافظة تشنغدينغ بمقاطعة خبي بشمالي الصين.
ومن عام 1983 وحتى عام 1985، عمل أمينًا للجنة الحزب الشيوعي الصيني بمحافظة تشنغدينغ في مقاطعة خبي، وشغل في الوقت نفسه منصب المفوض السياسي الأول في إدارة الشؤون العسكرية بالمحافظة والسكرتير الأول للجنة الحزب بها.
وفي 1985 - 1988، عمل عضوًا في اللجنة الدائمة للجنة الحزب الشيوعي الصيني بمدينة شيامن في مقاطعة فوجيان (جنوب شرقي الصين)، ونائبًا لعمدة شيامن.
وفي 1988 - 1990، عمل أمينًا للجنة الحزب الشيوعي الصيني بمنطقة نينغده في مقاطعة فوجيان، وفي الوقت نفسه السكرتير الأول للجنة الحزب لمنطقة نينغده العسكرية الفرعية.
وفي 1990 - 1993، عمل أمينًا للجنة الحزب الشيوعي الصيني بمدينة فوتشو حاضرة مقاطعة فوجيان، ورئيس اللجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب لمدينة فوتشو، وفي الوقت نفسه السكرتير الأول للجنة الحزب الشيوعي الصيني في منطقة فوتشو العسكرية الفرعية.
وفي 1993 - 1995، عمل عضوًا في اللجنة الدائمة للجنة الحزب الشيوعي الصيني بمقاطعة فوجيان، وأمينًا للجنة الحزب بمدينة فوتشو ورئيسًا للجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب لمدينة فوتشو، بالإضافة إلى منصبه كسكرتير أول للجنة الحزب في منطقة فوتشو العسكرية الفرعية.
وفي 1995 - 1996، عمل شي نائبًا لأمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمقاطعة فوجيان، وأمين لجنة الحزب بمدينة فوتشو، ورئيس اللجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب لمدينة فوتشو، والسكرتير الأول للجنة الحزب لمنطقة فوتشو العسكرية الفرعية.
وفي 1996 - 1999، عمل نائبًا لأمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني لمقاطعة فوجيان، والمفوض السياسي الأول لفرقة احتياطي المدفعية المضادة للطائرات بالمقاطعة.
وفي 1999 - 2000، عمل نائب أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني لمقاطعة فوجيان، والقائم بأعمال حاكم مقاطعة فوجيان، ونائب مدير لجنة التجنيد والتعبئة للدفاع الوطني في منطقة نانجينغ العسكرية، ومدير لجنة التجنيد والتعبئة للدفاع الوطني لمقاطعة فوجيان، والمفوض السياسي الأول لفرقة احتياطي المدفعية المضادة للطائرات بالمقاطعة.
وفي 2000 - 2002، شغل منصب نائب الأمين للجنة الحزب الشيوعي الصيني بمقاطعة فوجيان، وحاكم مقاطعة فوجيان، ونائب مدير لجنة التجنيد والتعبئة للدفاع الوطني في منطقة نانجينغ العسكرية، ومدير لجنة التجنيد والتعبئة للدفاع الوطني لمقاطعة فوجيان، والمفوض السياسي الأول لفرقة احتياطي المدفعية المضادة للطائرات لمقاطعة فوجيان (1998 – 2002) أثناء فترة عمله، درس النظرية الماركسية والتعليم الآيديولوجي والسياسي في الدراسات العليا في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة تسينغهوا، وحصل على درجة الدكتوراه في القانون.
وفي عام 2002، عمل نائب أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمقاطعة تشجيانغ (بشرقي الصين)، والقائم بأعمال حاكم مقاطعة تشجيانغ، ونائب مدير لجنة التجنيد والتعبئة للدفاع الوطني بمنطقة نانجينغ العسكرية، ومدير لجنة التجنيد والتعبئة للدفاع الوطني بمقاطعة تشجيانغ.
وفي 2002 - 2003، عمل أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمقاطعة تشجيانغ، والقائم بأعمال حاكم مقاطعة تشجيانغ، وسكرتير أول للجنة الحزب للمنطقة العسكرية لمقاطعة تشجيانغ، ونائب مدير لجنة التجنيد والتعبئة للدفاع الوطني لمنطقة نانجينغ العسكرية، ومدير لجنة التجنيد والتعبئة للدفاع الوطني لمقاطعة تشجيانغ.
وفي 2003 - 2007، عمل أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمقاطعة تشجيانغ، ورئيس اللجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب للمقاطعة، وسكرتير أول للجنة الحزب للمنطقة العسكرية بالمقاطعة.
وفي عام 2007، عمل أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني ببلدية شانغهاي، والسكرتير الأول للجنة الحزب لقوات الحرس ببلدية شانغهاي.
وفي 2007 - 2008، عمل عضوًا في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي وعضو أمانة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ورئيس مدرسة الحزب المركزية.
وفي 2008 - 2010، عمل عضوًا في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي وعضو أمانة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ونائب رئيس جمهورية الصين الشعبية، ورئيس مدرسة الحزب المركزية.
وفي 2010 - 2012، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي وعضو أمانة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ونائب رئيس جمهورية الصين الشعبية، ونائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي والصيني وجمهورية الصين الشعبية، ورئيس مدرسة الحزب المركزية.
وتم انتخابه عضوًا احتياطيًّا في اللجنة المركزية ال15 للحزب الشيوعي الصيني، وعضوًا في اللجان المركزية ال16 وال17 وال18 للحزب، وعضو المكتب السياسي ولجنته الدائمة وأمانة اللجنة المركزية ال17 للحزب، وعضو المكتب السياسي ولجنته الدائمة والأمين العام للجنة المركزية ال18 للحزب الشيوعي الصيني.
وانتخب نائبًا لرئيس جمهورية الصين الشعبية في الدورة الأولى للمجلس الوطني ال11 لنواب الشعب الصيني. وتم تعيينه نائبًا لرئيس اللجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي الصيني في الجلسة الكاملة الخامسة للجنة المركزية ال17 للحزب.
وعين نائبًا لرئيس اللجنة العسكرية المركزية لجمهورية الصين الشعبية في الاجتماع ال17 للجنة الدائمة للمجلس الوطني ال11 لنواب الشعب الصيني. وعين رئيسًا للجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي الصيني في الجلسة الكاملة الأولى للجنة المركزية ال18 للحزب الشيوعي الصيني. وانتخب رئيسًا لجمهورية الصين الشعبية ورئيسًا للجنة العسكرية المركزية لجمهورية الصين الشعبية في الدورة الأولى للمجلس الوطني ال12 لنواب الشعب الصيني.
وفي 2012 - 2013، شغل منصب الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ورئيس اللجنة العسكرية المركزية للحزب، ونائب رئيس جمهورية الصين الشعبية، ونائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية لجمهورية الصين الشعبية.
وفي 2013 حتى الوقت الحالي، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ورئيس اللجنة العسكرية المركزية للحزب، ورئيس جمهورية الصين الشعبية، ورئيس اللجنة العسكرية المركزية لجمهورية الصين الشعبية.
المسيرة الطويلة
السيرة الذاتية للرئيس شي التي سردناها باختصار شديد هي بحق مسيرة طويلة وشاقة وصعبة على الطريق نحو القمة وتحقيق الهدف، وما كان له أن يصل إلى ما وصل إليه بدون بلوغ كل هذه المناصب واجتياز هذه المحطات من حياته السياسية والحزبية والعسكرية، وقبلها التعليمية والثقافية، ويمكن القول إن مسيرته الممتدة وسيرته الزاخرة مستمدة وتتشابه إلى حد كبير للغاية مع المسيرة الطويلة لجيش التحرير الشعبي الصيني، التي حرص شي بالفعل على أن يستقي منها طوال حياته العلمية والعملية العبر والدروس المستفادة ويطبقها في حياته، ويطالب الآخرين بالاقتداء بهذه المسيرة الطويلة التي قطعها أعضاء الحزب الشيوعي وجنود الجيش الأحمر من العمال والفلاحين خلال الفترة من 1934 وحتى أكتوبر من عام 1936، عندما تركوا قواعدهم وبدأوا مسيرة طويلة عبر الأنهار الهائجة والجبال الباردة والأراضي القاحلة لكسر حصار الحزب القومي «الكومينتانغ» واستمروا في حصار المحتلين اليابانيين في وقت واحد، وقطع كثير من هؤلاء مسافات وصلت إلى 12 ألف و500 كيلومتر، حيث امتلأ الطريق بجثامين الكثيرين منهم، وبلغ أعداد القتلى أثناء تلك المسيرة نحو 90 ألفًا، ولكن ذلك لم ينل من عزيمة وإصرار الباقين فواصلوا السير، حيث انضم إليهم مئات الآلاف من المواطنين من المدن والقرى والمناطق التي مروا بها، احتجاجًا على الظلم والقهر الذي كانوا يتعرضون له، وأملاً في مستقبل أفضل، حتى وصلوا لمبتغاهم، في مسيرة أقل ما توصف به أنها «معجزة إنسانية مجيدة».
ووصف شي هذه المسيرة الطويلة خلال الاحتفالية التي أقيمت في أكتوبر من عام 2016 في الذكرى الثمانين لها بأنها «ملحمة ومعجزة إنسانية»، مؤكدًا أن المسيرة الطويلة كانت نقطة تحول فارقة للحزب الشيوعي الصيني والقضية الثورية الصينية، وأنها بذرت بذور الثقة في أن النضال من أجل تحقيق الاستقلال الوطني وتحرير الشعب، أمر ممكن تحقيقه، مطالبًا باستلهام العبرة والدرس منها في القدرة على تحقيق الحلم الصيني العظيم وهدفي المئويتين، فقال:
«المسيرة الطويلة رحلة عظيمة للبحث عن المثل والإيمان واختبار الحقيقة وطرق أرض جديدة، إن النصر الذي حققته يرمز إلى قوة مثاليات الشيوعيين الصينيين وقوة عقيدتهم وتوجههم ومسارهم، وفي أعقابها أدرك الحزب الشيوعي الصيني وجوب دمج المبادئ الأساسية للماركسية - اللينينية مع الظروف الواقعية للثورة الصينية من أجل تمكين الحزب من حل المشكلات الكبرى في الثورة بشكل مستقل وقيادة القضية الثورية نحو تحقيق النصر.
إننا مطالبون بالتمسك بروح المسيرة الطويلة من خلال البحث عن الحقائق بين الموجودات، والانضباط الذاتي الصارم والاعتراف بالمصالح العامة للشعب والتضامن ومشاركة الشعب من مختلف طوائفه للمضي قدمًا بروح المسيرة الطويلة والتحرك نحو مسيرة طويلة جديدة، فبعيدًا عن المرحلة التي وصلنا إليها في أداء مهمتنا، وبعيدًا عن مدى الإنجازات التي حققناها، يجب علينا المضي قدمًا بروح المسيرة الطويلة، فلكل جيل مسيرته الطويلة الخاصة به التي يجب عليه أن يتقدم خلالها إلى الأمام على طريقته، ومسيرتنا الطويلة الجديدة التي ينبغي علينا التقدم فيها تتمثل في تحقيق الهدفين المئويين وتحقيق الحلم الخاص بالإحياء العظيم للأمة الصينية.
من أجل المضي قدمًا بروح المسيرة الطويلة والتقدم نحو مسيرة طويلة جديدة، يجب على الشعب تعميق ثقته في المسار والنظرية والنظام وثقافة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، ولا يتعين علينا أبدًا الاكتفاء بما حققناه من إنجازات والتوقف عن التقدم، يجب علينا الاستمرار في الاكتشاف والاختراع والإبداع والتقدم إلى الأمام من أجل الحفاظ على دوام حيوية الاشتراكية ذات الخضائص الصينية. خلال المسيرة الطويلة لم يتخطَ الجيش الأحمر حواجز الجبال والموانع المائية وآلاف الكيلومترات فقط، وإنما تخطى قبل كل ذلك حواجز العقل، والدرس الأهم من هذه المسيرة هو أنه يجب على الصين المزج بين المبادئ الأساسية للماركسية بالظروف الواقعية الخاصة بالصين والمضي قدمًا على طريق الثورة والبناء والإصلاح بما يتناسب مع ظروف الصين الخاصة».
فكانت تلك المسيرة هي الملهم الحقيقي له والمعلم الذي استمسك به في حياته والذي تعلم منه الإصرار والصبر والمثابرة على الوصول للهدف مهما كانت الصعاب والمكابدة.
المسيرة الطويلة لشي جين بينغ
يمكن القول إن شي خاض مسيرتين طويلتين خلال مراحل حياته، المسيرة الأولى منذ انضمامه للقوى العاملة وعمره 16 عامًا، في الوقت الذي واصل فيه دراسته، وانخراطه في العمل الحزبي وعمره 21 عامًا، وحتى قبيل بدء الجلسة الكاملة الأولى للجنة المركزية ال18 للحزب الشيوعي الصيني، وهي المسيرة التي امتدت لنحو 43 عامًا، ثم المسيرة الطويلة الثانية التي بدأت الخميس 15 نوفمبر 2012 عندما تم انتخابه سكرتيرًا عامًا للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في الجلسة الكاملة الأولى للجنة المركزية ال18 للحزب الشيوعي الصيني.
وتعتبر الجلسة الكاملة الأولى للجنة المركزية ال18 للحزب الشيوعي الصيني، بمثابة نقطة الانطلاق للمسيرة الناجحة وعلامة فارقة ليس في تاريخ شي فقط، وإنما في تاريخ الصين بشكل عام، ومن أبرز ما شهدته هذه الدورة إجازة دستور الحزب الشيوعي الصيني في 14 نوفمبر 2012 بعد إدخال بعض التعديلات المهمة عليه، وهو ما أعطاه ديناميكية ومرونة أكبر في تحقيق سياسته.
وحققت الجلسة الكاملة الأولى للجنة المركزية ال18 للحزب الشيوعي الصيني، نجاحًا كبيرًا؛ إذ إنها لم تلفت انتباه الشعب الصيني فحسب، وإنما جذبت أنظار العالم أيضًا، ولا سيما بعد رفعها الراية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية عاليًا، والدعوة إلى ترجمة روح الجلسة ال18 للجنة المركزية للحزب إلى توافق وعمل مشترك بين الحزب بمختلف تشكيلاته وأبناء الشعب الصيني في البلاد كلها، وأكدت على ضرورة اتساق سياسات الحزب ومطالب وطموحات الشعب.
كما كانت أيضًا بمثابة إعلان جديد عن تعميق الإصلاح والانفتاح وصدور تعليمات جديدة بهذا الشأن منها الثبات على سلوك طريق تقوية الدولة بالإصلاح والانفتاح وايلاء اهتمام أكبر لنظامية الإصلاح وتكامله وتناسقه حتى لايتوقف الإصلاح والانفتاح، وطالبت الجميع بالاتحاد من أجل إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل وكذلك تسريع تطوير التحديث الاشتراكي.
وكان انتخاب شي سكرتيرًا عامًا للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في الجلسة الكاملة الأولى للجنة المركزية ال18 للحزب الشيوعي الصيني، بمثابة الخطوة الرئيسية الأولى لانتخابه رئيسًا لجمهورية الصين الشعبية في 14 مارس 2013 من قبل الدورة الأولى للمجلس الوطني ال12 لنواب الشعب الصيني الذي يضم بشكل عام 3000 نائب كحد أقصى، فيما يضم المجلس الوطني الحالي 2943 نائبًا، غير أن المسيرة الطويلة الثانية للرئيس شي تختلف في كونها تقود الصين بأكملها؛ حزبًا وحكومة وجيشًا وشعبًا، نحو تحقيق الحلم العظيم، وتشييد النهضة العظيمة للأمة الصينية، وتحقيق أهداف المئويتين.
شي على خطى دنغ شياو بينغ
يعتبر شي بمثابة دنغ شياو بينغ الجديد، فكلاهما آمن بالانفتاح والإصلاح باعتبارهما السبيل الوحيد لتحقيق نهضة الأمة الصينية، والمنهج القادر على مساعدة الصين في تبوء مكانتها اللائقة بها، ومنذ يومه الأول في السلطة أعلن شي تمسكه بكل مبادئ وتوجهات دينغ، بل واجتهد في تطويرها وأبدع في تنفيذه.
وعقب انتخابه سكرتيرًا عامًا للجنة المركزية للحزب الشيوعي، حرص شي على أن يسافر إلى جنوب الصين حيث مقاطعة قوانغدونغ التي وصفها دينغ بأنها الجبهة الأمامية للإصلاح والانفتاح الصيني، وحرص على وضع إكليل من الزهور على تمثال دنغ شياو بينغ، في لفتة لا تخطؤها عين، من أنه يعتزم السير على دربه وفي طريقه، وبالفعل خلال تلك الزيارة قام شي بزيارة نفس الأماكن التي زارها دينغ في عام 1992 بعد تقاعده، أي أن عشرين عامًا فصلت بين الزيارتين.
وشدد شي في كافة خطاباته وتوجيهاته للشعب والمسئولين الصينيين على ضرورة التمسك بمبادئ ونظريات دنغ شياو بينغ، داعيًا للعمل على تطويرها وتحديثها، خاصة ما يتعلق بنظرية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، باعتبارها طريق الصين، وفكر «التمثيلات الثلاثة»، ومفهوم التنمية العلمي كمرشد، والتنمية السلمية، وتحلي الأمة الصينية بالصبر والمثابرة لتحقيق هدفي المئويتين كما وضعهما دينغ، وغيرها من النظريات والمبادئ، بل إن شي أبدع في طرح الكثير من المبادرات والأفكار والأطروحات التي استهدفت تطوير مبادئ ومفاهيم دينغ، وجعلها أكثر حيوية، وهو ما سنأتي على ذكره لاحقًا.
كما أن شي صار أيضًا على نهج دينغ، عندما أكد أن الثلاثين عامًا من عمر جمهورية الصين الشعبية، من 1949 – 1979، كانت فترة ضرورية ومهمة من عمر الصين لا يمكن هدمها، وإنما يمكن نقد بعد ما تم فيها وإصلاحه، واعتباره الأساس الذي يجب أن تشيد عليه الصين تنميتها ونهضتها وتقدمها، متخذًا سياسة إصلاحية داخلية خاصة فيما يتعلق بالحزب، وسياسة انفتاحية على العالم لتعظيم الاستفادة من إمكانيات وقدرات الصين، وتعزيز التعاون مع الخارج في إطار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية التي أسسها دينغ.
ويأتي شي امتدادًا لقادة الصين العظام الذين يملكون نظرة فلسفية، مثل ماو تسي دونغ، دنغ شياو بينغ، تشو إن لاي وآخرين، الذين يعتبرون من أهم فلاسفة الحزب، الذين امتلكوا رؤى فكرية عصرية، ونظريات فلسفية صبت في خدمة الأمة الصينية، وبناء نهضتها، وعلاقاتها بالخارج.
وربما كان هناك أثر نفسي كبير دفع شي للسير على خطى دينغ، ويتمثل ذلك الأثر في المصير الذي لقيه دينغ وشي تشونغ شيون والد شي جين بينغ، خلال الثورة الثقافية التي شهدته الصين، والظلم البين الذي وقع عليهما من جانب عصابة الأربعة، وأثر فيهم تأثيرًا نفسيًّا كبيرًا، فقد كان شي الأب واحدًا من قادة الحزب الشيوعي والدولة الصينية، وتولى رئاسة حكومة منطقة شنشي - قانسو الحدودية، وعمره 21 عامًا، وعانى من ظلم الثورة الثقافية لمدة 16 عامًا، نظرًا لآرائه الإصلاحية، حتى أعاد دينغ إليه اعتباره وعينه أمينًا عامًا للجنة الحزب بمقاطعة قوانغدونغ وقدم إسهامًا فيها باعتبارها الجبهة الأمامية للإصلاح والانفتاح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.