تواصل المملكة المغربية جهودها فى القضاء على الإرهاب من جذوره، حيث كشفت السلطات المغربية، عن إجهاض مخطط إرهابى خطير كان يهدف لزعزعة أمن المملكة واستقرارها، مشيرة إلى أنها ألقت القبض على 8 أشخاص ينتهجون فكر تنظيم «داعش» الإرهابي. يأتى ذلك رغم الإجراءات الأمنية المشددة التى وضعتها الرباط للتصدى للإرهاب، وخاصة تنظيم «داعش» الإرهابى الذى أصبح يتنامى ويتوغل فى المنطقة العربية بأكملها. وذكرت وزراة الخارجية المغربية، أن الثمانية الذين تتراوح أعمارهم ما بين 21 و31 عاما، كانوا ينشطون بمدينتى واد زم وطنجة، وأنهم كانوا بصدد البحث عن المواد الأولية المتعلقة بصناعة العبوات والأحزمة الناسفة، لتنفيذ عمليات إرهابية على درجة كبيرة من الخطورة تستهدف بعض المواقع الحساسة بعدد من مدن المغرب، وذلك تنفيذا للأجندة التخريبية للتنظيم، مضيفًا أن أفراد هذه الخلية كانوا يعتزمون تصفية أحد معارفهم بعد أن شككوا فى ولائه لداعش وتبنيه منهجا عقائديا مخالفا لهذا التنظيم الإرهابي. كما أعلنت السلطات مصادرة بندقية صيد وخراطيش وأسلحة بيضاء وملابس شبه عسكرية، بالإضافة إلى مجموعة من المعدات الإلكترونية ومخطوطات تمجد التنظيم الإرهابي. ووفق تقارير إعلامية، فقد بقى المغرب فى منأى من هجمات «داعش»، علما بأنه شهد سابقا اعتداءات فى الدار البيضاء أسفرت عن 33 قتيلا فى 2003 ومراكش 17 قتيلا فى 2011. ويرى مراقبون أنه فى السنوات القليلة الماضية بات كل من دولتى المغرب وتونس من الدول الرئيسية التى ينحدر منها أو يعود إليها أصول منفذى الهجمات الإرهابية التى تقض مضاجع أوروبا، والتى كانت من بينها اعتداء برلين وآخر حلقاتها اعتداءات برشلونة وكامبرليس فى إسبانيا وتوركو فى فنلندا. وتمت إثارة ملف تطرف الشباب المغاربة، ومن يعود إلى أصل مغاربي، فى أوروبا، والتأكيد على أن أبناء المهاجرين المغاربة من الجيل الثانى والثالث الذين ولدوا فى البلدان الأوروبية، يحتاجون إلى عناية خاصة تجنبهم السقوط فى براثن الإرهاب، خاصة داخل المساجد غير المراقبة ومن طرف بعض الأئمة المتطرفين. وكانت هناك تقارير تشير إلى أن المغرب ينسق جهوده الأمنية والاستخباراتية مع إسبانيا فى سياق محاربة الإرهاب والفكر المتطرف، وأحرزت الرباط تقدما فى التخفيف من خطر التهديدات الإرهابية. وقدرت السلطات المغربية عدد المسلحين المغاربة فى صفوف تنظيم داعش بنحو 1500 بينهم من يتولون مناصب قيادية فى التنظيم، وسبق لهم أن أطلقوا تهديدات ضد المغرب، ما جعل السلطات تنتهج سياسة استباقية لتجنب أى عملية. وسبق أن وضعت بعض الدول استراتيجية جديدة لمواجهة تلك التنظيم الإرهابى المتنامى فى المنطقة بأكملها؛ حيث أعلنت، فى مايو 2016، إنها قامت منذ سنة 2002 بتفكيك 155 خلية إرهابية حوالى 50 بالمائة منها مرتبطة بمختلف بؤر التوتر لا سيما المنطقة الأفغانية الباكستانية وسوريا والعراق ومنطقة الساحل. ونجحت الرباط فى إنشاء منظومة أمنية قوية حصنتها من تهديدات تنظيم القاعدة فى المغرب العربى وتنظيم الدولة. ويدخل المغرب ضمن صفوف الدول الأولى فى مواجهة الإرهاب على المستوى الدولي، من خلال سياسته الاستباقية، ومن خلال إعطاء معلومات استخباراتية جنبت العديد من الدول الأوروبية ضربات إرهابية. وتشدد السلطات الأمنية المغربية على أن التنظيم الإرهابى داعش انتقل من مرحلة التدريب داخل المغرب، ثم توجه إلى ما يسمى ببؤر الجهاد فى محاولة منه للتغلغل إلى داخل المملكة والسعى إلى تكوين خلايا هدفها شن أعمال داخلها تستهدف قطاعات حيوية فى البلاد. وسبق أن أعلنت وزارة الخارجية البريطانية، فى إبريل من العام الماضي، عن خريطة لمخاطر الإرهاب فى المنطقة؛ حيث وضع المغرب فى قائمة البلدان التى تواجه تهديدات إرهابية مرتفعة، على الرغم من أنه يبقى أقل بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعرضًا للتهديدات الإرهابية، بحسب معطيات الخريطة.