يعد الأزهر الشريف رأس حربة القوى الناعمة المصرية بجدارة واقتدار، فما من أزمة داخلية أو خارجية تشهدها الدولة المصرية إلا ويقف الأزهر بامتداداته الجغرافية، والمعنوية فى قلوب الملايين من المسلمين ممن يعرفون به مصر ويعرفونه بمصر، فما ذكرت مصر فى أى مكان على وجه الأرض إلا وذكر معها الأزهر، وما ذكر الأزهر إلا وذكرت مصر، ولذا فرغم كل ما تكبدته موازنات الأزهر خلال السنوات الأخيرة من أزمات إلا أن الأزهر لم يتخل يوما عن دوره الخارجى فى رعاية الطلاب الوافدين، حيث استمرت المنح الدراسية الأزهرية للدارسين من كل أرجاء الدنيا، فضلا عن مضى الأزهر الشريف فى عملية ابتعاث عدد كبير من أبنائه ضمن بعثاته لمختلف دول العالم وبخاصة فى أفريقيا لتدريس العلوم الشرعية، وكذلك نشر صحيح الدين فى كل أرجاء الدنيا، ولم تقتصر مجالات امتداد النفوذ الناعم للأزهر الشريف على ذلك فحسب بل امتدت قواه الناعمة ومناطق نفوذها إلى جميع دول العالم من خلال عدة مسارات بينها الرابطة العالمية لخريجى الأزهر والتى تضم كل من تخرج فى الأزهر الشريف، توثيقا لصلاتهم به وليبقوا على تواصل مع الأزهر، فضلا عن الجولات الخارجية لفضيلة شيخ الأزهر، والمشاركة فى المؤتمرات الدولية وعقد مزيد من المؤتمرات بالتعاون مع أطراف غربية نبذا للعنف وحفاظا على مزيد من التقارب والود. من أهم وأبرز أدوات النفوذ الناعم للأزهر الشريف ذلك الرصيد التاريخى الذى تمتع به عبر القرون من منطلق كونه كعبة العلم الإسلامى فى العالم حيث يستحوذ على نحو 40 ألف دارس وافد سنويا يدرسون فى الأزهر العلوم الشرعية والكليات الدينية فضلا عن الكليات العلمية. ولا عجب إذا ما عرفتم أن الأزهر يقصده أكثر من 40 ألف دارس من كل أرجاء الدنيا من نحو 117 دولة حول العالم ما بين الدراسة بالمعاهد الأزهرية والكليات الشرعية وحتى الكليات العلمية وهؤلاء الدارسون منهم ما يزيد على حوالى 4 آلاف طالب على منح أزهرية، فيما يدرس الباقون على حسابهم الخاص ما بين دارسين بمعاهد أزهرية، وكليات الجامعة المختلفة، وكذلك مرحلة الدراسات العليا. ولعل اللافت فى الأمر اهتمام فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر برعاية الوافدين رعاية خاصة جعلتهم على رأس أجندة أولوياته، وربما كان ذلك جليا حين التقى بجلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين الراحل، رفع طلبين أولهما ترميم الجامع الأزهر الشريف، والثانى بناء مدينة متكاملة لطلاب البعوث الإسلامية من الوافدين للدراسة بالأزهر الشريف، وهما الأمران ذاتهما اللذان جرى دعمهما من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال زيارته التاريخية لمصر والتى زار خلالها الأزهر الشريف. ففى الوقت الذى لا تتخطى فيه طاقة مدينة البعوث الإسلامية الحالية الأربعة آلاف طالب وطالبة، نجد أن مخططات مدينة البعوث الإسلامية الجديدة بالتجمع تتسع لنحو 40 ألف طالب وطالبة. ولعل مما يلفت الأنظار لتسابق الطلاب الوافدين على الدراسة بالأزهر من خلال القيد على منح الأزهر تميزه بعدة مزايا منها الإعفاء من الرسوم الدراسية، الإقامة بمدن البعوث الإسلامية وفقا للإمكانيات المتاحة، صرف منحة نقدية شهرية. ويبلغ عدد الطلاب الوافدين الذين يدرسون فى الأزهر الشريف من قارة أوروبا نحو 1341 طالبا وطالبة، يبلغ عدد الفتيات منهم 509، فيما يبلغ عدد طلاب دولة نيجيريا الذين يدرسون بالأزهر نحو 2030 طالبا وطالبة يبلغ عدد الفتيات منهم 463 طالبة، منهن 266 طالبة فى الجامعة، ويبلغ عدد طلاب دول سويسرا وسنغافورة وهولندا الذين يدرسون بالأزهر الشريف نحو 321 طالبا وطالبة يبلغ عدد طلاب دولة سنغافورة منهم 255 طالبا وطالبة، ويبلغ عدد طلاب قارة آسيا الذين يدرسون فى مرحلة الدراسات العليا فى الأزهر الشريف نحو 536 باحثا، من 12 دولة أسيوية يبلغ عدد الفتيات منهم 18 باحثة، ويبلغ عدد طلاب قارة أفريقيا الذين يدرسون فى مرحلة الدراسات العليا فى الأزهر نحو 253 باحثا من 34 دولة أفريقية، ويبلغ عدد طلاب دولتى أستراليا وكندا الذين يدرسون فى الأزهر نحو 161 طالبا وطالبة يبلغ عدد طلاب دولة كندا منهم 122 طالبا وطالبة، ويبلغ عدد طلاب دول فرنساوبريطانيا وألمانيا الذين يدرسون فى الأزهر الشريف 514 طالبا وطالبة، يبلغ عدد طلاب دولة بريطانيا منهم 268 طالبا وطالبة، ويبلغ عدد طلاب دولة تايلاند الذين يدرسون فى الأزهر الشريف نحو 2722 طالبا وطالبة يبلغ عدد الفتيات منهم 793 طالبة، ويبلغ عدد طلاب دولة الصين الذين يدرسون فى الأزهر 1705 طلاب وطالبة يبلغ عدد الفتيات منهم 436، ويبلغ عدد الطالبات الوافدات اللائى يدرسن فى الأزهر الشريف نحو 9154 طالبة منهن 4705 طالبات فى الجامعة، يبلغ عدد طلاب الوطن العربى الذين يدرسون فى مرحلة الدراسات العليا فى الأزهر الشريف نحو 411 باحثًا، وذلك من 18 دولة عربية، يبلغ عدد طلاب دولة روسيا الذين يدرسون فى الأزهر الشريف نحو 752 طالبا وطالبة يبلغ عدد الفتيات منهم 187 طالبة. طلاب قارة أفريقيا يبلغ عددهم نحو 4748 طالبا وطالبة يبلغ عدد الفتيات منهم 791 طالبة، من 34 دولة أفريقية وهم أوغندا، النيجر، السنغال، الكاميرون، الكونغو الديمقراطية، الكونغو، برازفيل، الجابون، أفريقيا الوسطى، أنجولا، إثيوبيا، بوروندى، إريتريا، بنين، بوركينا فاسو، تشاد، تنزانيا، توجو، جنوب أفريقيا، رواندا، زامبيا، زيمباوى، سيراليون، غامبيا، غانا، غينيا، بيساو، غينيا كوناكرى، كوت ديفوار، كينيا، ليبيريا، مالى، مدغشقر، موزمبيق، نيجيريا، مالاوى، ويبلغ عدد طلبة إندونيسيا 3200 طالب وطالبة. تجدر الإشارة إلى أن مدينة البعوث الإسلامية الجديدة تقام بمنطقة التجمع الخامس على مساحة 170 فدانا، لتكون مدينة مُتكاملة لخدمة الطلاب الوافدين الذين يدرسون فى الأزهر، وذلك بمنحة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهى المنحة التى باركها وزاد عليها الملك سلمان بن عبدالعزيز. فيما تعد مدينة البعوث الإسلامية التى أسسها الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر عام 1959 قبلة لطلبة العلوم الإسلامية من دول العالم.. فضلا عن مدينة أخرى بالإسكندرية بحى العصافرة، وهى عبارة عن مُجمعات سكنية لإقامة وإعاشة الطلاب الوافدين للدراسة بالأزهر، لتوفير المسكن والمأكل للطلاب الوافدين المقيمين بها، وتوفير الرعاية المعيشية والاجتماعية والثقافية والرياضية والطبية لهم. ويقيم فى مدينتى البعوث القديمة بالقاهرة والإسكندرية أكثر من أربعة آلاف طالب وطالبة، ويجرى الآن إنشاء مدينة ثالثة للبعوث بمحافظة قنا بصعيد مصر. من جهته أوضح الدكتور محيى الدين عفيفى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية فى تصريح خاص ل«البوابة» إلى أن الأزهر الشريف يحرص كل الحرص على مد جسور التعاون مع جميع دول العالم الإسلامى نشرا لصحيح الدين، ونصرة للإسلام الوسطى الصحيح الذى تلقى دعوته قبولا فى كل أرجاء الدنيا، وبعثاتنا تتنوع بين جنوب أفريقيا جنوبا، وأفغانستان، وجميع دول آسيا وأفريقيا، وأوروبا وأمريكا الجنوبية وكلها دول حريصة على تلمس الدين الصحيح من علماء ودعاة ومبعوثى الأزهر الشريف، موضحا أن عدد المبعوثين وفق آخر مسابقة ابتعاث بلغ 377 مبعوثا يتحمل الأزهر غالب نفقاتهم، وهم يقومون بدور بالغ الأهمية فى خدمة الدعوة ومصر فى الخارج، ويمثلون امتدادا عالميا يخدم أمننا القومى ويبلغ الدعوة الإسلامية لجموع المسلمين، ويتحملون فى سبيل ذلك مخاطر تقديم الدعوة فى بيئات خطرة أحيانا أمنيا وصحيا لكن الله يحفظهم بما يقدمون لخدمة الدعوة وصحيح الإسلام الوسطى السمح. أوضح الدكتور عبدالمنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين بالأزهر الشريف، أن الأزهر الشريف يتعامل مع ملف الوافدين كملف شديد الحساسية والأهمية للأزهر ولمصر ولنشر صحيح الدين فضلا عما ينضوى عليه من ارتباطات بتحقيق الأمن القومى المصري.. مشيرا إلى أن توجيهات فضيلة الإمام الأكبر دائما تدعو إلى تقديم رعاية كاملة للطلاب الوافدين من خلال التطوير الدائم فى أماكن سكنهم، ورعايتهم صحيا ونفسيا واجتماعيا، وهو الأمر الذى يجعل كثيرين منهم لا ينهون علاقتهم بالأزهر بانتهاء الدراسة. وأضاف «فؤاد» فى تصريح خاص ل«البوابة» أن فضيلة الإمام الأكبر هو من أسس الرابطة العالمية لخريجى الأزهر حين كان رئيسا لجامعة الأزهر، حيث حافظ على عقد مؤتمر سنوى يجمعهم وما زال يحافظ دوما على مشاركة الرموز العالمية للرابطة فى جميع مناشط الأزهر الشريف.