هى امرأة مصرية بسيطة فى منتصف الخمسينيات من عمرها، لكنها تمكنت بإصرارها وطموحها وإرادتها القوية، أن تنقش قصة نجاح رائعة تؤكد أنه يمكن للإنسان لو امتلك إرادته أن يقهر المستحيل. الحاجة «جمالات» التى تخطو نحو منتصف العقد الخامس من عمرها، استطاعت أن تكون نموذجا مشرفا لسيدة مصرية، تعبت وكافحت فحصدت احتراما من الجميع، إلا أن الطريق- على حد قولها- لم يكن سهلا. تقول: تزوجت منذ سنوات بعيدة، ورزقنا الله ب7 أبناء أنا وزوجى، الذى كان مجرد عامل أجير، يعمل يوما ويتعطل أياما، لكننا ورغم ضيق الرزق والحال لم نستسلم، وقفت بجواره أدعمه وأسانده وأزرع الأمل فى قلبه إلا أن إرادة الله شاءت أن يصاب بعاهة مستديمة، فى حادث دراجة بخارية خلال عودته من عمله. وتستطرد الحاجة جمالات قائلة: بعد وفاة زوجى تحملت مسئولية أطفالي، فكنت أستيقظ كل يوم فى الصباح الباكر، أذهب إلى أسواق الجملة وأشترى منها بضائع بسعر رخيص، وأعود لبيعها لاحقا بربح بسيط يساعدنا على مواصلة الحياة، بعدها فكرت فى بيع ميداليات «مفاتيح وحقائب»، بعدما اخترت مكانا مجاورا أمام ساحة باب كلية التجارة بجامعة عين شمس، وبدأت البيع للطلاب والطالبات، والحمد لله توافدوا كلهم على وجميعهم يتعامل معى باحترام. وتؤكد الحاجة جمالات، أنها تمكنت من تعليم أبنائها السبعة، ومنهم من حصل على شهادات متوسطة فيما التحقت الصغرى بكلية البنات، مضيفة أنها سعيدة بتقدير الناس لرحلة كفاحها ونظرات الإعجاب التى تطل من عيونهم تقديرا لمشوارها فى رحلة الحياة.