رأى الكاتب الأمريكي طوم روجان، أن قدوم جون بولتون إلى منصب مستشار الأمن القومي يعني أن اتفاق إيران النووي بات موضوعا على أجهزة الإنعاش الأوروبية. ونبه روجان، في مقاله بموقع (واشنطن إجزامينر)، إلى أن التوترات بين ترامب وهربرت ماكماستر مستشار الأمن القومي السابق ل بولتون، كانت تعود في جزء منها إلى امتعاض ماكماستر عن اتخاذ اتجاه أكثر تشددا إزاء إيران، وهو ما يوحي بأن أي شخص سيحل محلّ ماكماستر سيكون أكثر تشددًا إزاء طهران انعكاسًا لوجهات نظر ترامب. ولفت الكاتب إلى أن اتجاه بولتون إزاء إيران ليس مرتكزا على عدم الثقة والردع القوي بقدر ما هو مرتكز على الكراهية، ولطالما دافع بولتون عن منظمة مجاهدي الشعب الإيراني (جماعة خلق الإيرانية) الساعية إلى الإطاحة بالنظام في طهران. وأكد روجان أن رفْض بولتون للاتفاق النووي الإيراني ليس بسبب الاتفاق في حد ذاته بقدر ما هو رفْض لأية خطوة قد تترك إيران أكثر قوة؛ ولما كان الاتفاق كفيلا بجلب مئات المليارات من الدولارات إلى طهران في شكل صفقات تجارية، فإنه ولا شك كفيل بأن يترك إيران أقوى؛ ولهذا السبب قد دعا بولتون الرئيس ترامب إلى الانسحاب من هذا الاتفاق بدلا من إنقاذه عبر إدخال تعديلات عليه. وحتى لو عمد بولتون إلى جعل نبرته أكثر اعتدالا الآن في هذا الصدد، فإن تعيين ترامب له في منصب مستشار الأمن القومي يجعله المبعوث الأكثر تفضيلا من ترامب إلى باريس ولندن والأقدر على إقناع الأوروبيين بأن رئيسه (ترامب) سينسحب من الاتفاق إذا هو لم يحصل على التعديلات التي ينشدها. لكن الكاتب، رجّح في ختام مقاله، أن يكون السبب في تعيين بولتون هو تقديم قوة داعمة للانسحاب من اتفاق إيران النووي، ومن ثم فإن هذا الاتفاق قد بات موضوعا على أجهزة الإنعاش الأوروبية.
