شيع، منذ قليل، الآلاف من أهالي وأبناء مدينة طور سيناء عاصمة محافظة جنوبسيناء، جثمان شهيد الواجب الوطني، النقيب بالقوات المسلحة محمود ناجي العواد، ابن جنوبسيناء شهيد القوات المسلحة، الذي استشهد أمس في العملية الشاملة. انطلقت زغاريد النساء فور خروج جثمان الشهيد من المسجد وتعالت الهتافات "لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله" و"لا حول ولا قوة إلا بالله"، وخرج المشيعون، عقب أداء صلاة الجنازة على الشهيد بمسجد المنشية الجامع بعد أداء صلاة الظهر، بجنازة عسكرية مهيبة، يتقدمها الجثمان ملفوفا بعلم مصر، ومرفوعا على سيارة وحدة الإطفاء. شارك اللواء محافظ الإقليم اللواء خالد فودة، ومدير الأمن اللواء طارق مجاهد، ولفيف من قيادات الجيش والفرقة 19 وجمع من مشايخ وعواقل بدو جنوبسيناء يتقدمهم الشيخ إبراهيم سالم جبلي رئيس ائتلاف مشايخ جنوبسيناء وأعضاء مجلس النواب ورموز الدين الإسلامي والمسيحي وعدد من ضباط وأفراد القوات المسلحة والشرطة والقيادات التنفيذية والأمنية والشعبية بالمحافظة، وخرجت العاصمة عن بكرة أبيها أطفال وطلاب مدارس وشباب وسيدات في تشييع جثمان الشهيد. ردد المشيعون هتافات منددة بالإرهاب وانخرط زملاء وأقارب الشهيد، في البكاء حزنا على فراقه، وتم تشييع جثمان الشهيد لمثواه الأخير بمدافن العاصمة طور سيناء. يذكر أن الشهيد النقيب محمود ناجي العواد، يبلغ من العمر 23 سنة، ومتزوج، ورزقه الله منذ شهرين بطفلة تدعا "تيا" ابنته الوحيدة. بكلمات بطعم المرارة ورائحة الحزن، قال أصدقاء الشهيد "عمرو" في الدراسة "حسبي الله ونعم الوكيل" مؤكدين إنه كان رجلا بمعنى الكلمة ونموذجا حيا للأخلاق السمحة وفيه روح القيادة منذ صغره، وكان قمة التواضع حتى بعد تخرجه وأصبح ضابط شرطة لم ينقطع التواصل بيننا ولم يتغير أبدا في تعاملاته مع الآخرين، وأجمع زملاء وأصدقاء عمرو في الدراسة ومعلموه أن أسرة الشهيد بأكملها أسرة طيبة فشرب الابن الإنسانية والأخلاق الحميدة والرجولة من أسرته. قال عبده عبد اللاه معلم الشهيد محمود، في المرحلة الابتدائية: "إنه كان ملاكا يمشي على الأرض، مؤكدا أن البيت بأكمله كان نموذجا للأسرة المصرية والتربية الصالحة. تابع: "أن والد الشهيد يعمل بالجوازات ومعروفا للجميع بإنسانيته وسمو أخلاقه ووالدة الشهيد معلمة للغة الإنجليزية بطور سيناء، وهي الأخرى نموذجا للمعلمة والأم المثالية" سائلين المولى -عز وجل- أن يتغمده برحمته ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.