قال الأنبا أنطونيوس عزيز، مطران الكاثوليك بالفيوم والجيزة سابقا: إن الوحدة ليست اختيارا لكنها دعوة إلهية، ولفت إلى أن الكنائس تتوحد فى الإيمان بالمسيح والكتاب المقدس ودماء الشهداء، ولا يمكن التفريق بينها على أساس تبعية الكنيسة الفلانية أو غيرها. وأكد الأنبا أنطونيوس ل«البوابة»، أن حقيقة الفروق والاختلاف بين الكنائس أسبابه سياسية أو سلطة أو حروب ويجب ألا تكون الكنيسة مفترقة وعليها العودة للأصل الذى خرجت به من يد المسيح كنيسة واحدة. وتابع: المؤسف فى الأمر الفهم المغلوط للوحدة، ورؤية الوحدة فى ذوبان الكاثوليك فى الأرثوذكس، أو العكس أو تحول أبناء الكنيسة لكنيسة أخرى، وهو ما لن يحدث لاسيما بأن كل كنيسة لها ظروفها التاريخية وهويتها، والتنوع جيد ونعمة من الله ويحدث ثراء، وبخاصة أن الفروق الموجودة بينها بسيطة للغاية، ويجب ألا تجعل المسيحيين منقسمين أو فرقاء أو يكون هناك بعد وجفاء. وعن أثر أسبوع الصلاة من أجل الوحدة، قال إن الصلاة من أجل الوحدة يذكر المسيحيين بأهمية وضرورة الصلاة اليومية لأجل الوحدة، وليس أكثر، ولأن واجب الصلاة للوحدة يومى ونذكرها، وذلك أمر الوحدة لأن الصلاة لها قوة كبيرة جدًا. وشدد الأنبا أنطونيوس على ضرورة تغير المفاهيم المغلوطة لدى الأجيال الجديدة بأبناء الكنائس، ويلزم ألا تواجه الكنيسة شقيقتها بالأخطاء وعليها بالنظر فى أخطائها بالمقام الأول، قائلا: لو كل كنيسة راجعت نفسها بالأخطاء التاريخية ورأت أخطائها فى حق أشقائها ومراجعة ضميرها حول مجريات التاريخ يعد خطوة للأمام. واستطرد مطران الكاثوليك السابق بالفيوم والجيزة، قائلا: إن الإشكالية الحقيقية هى عدم مواجهة أنفسنا بالأخطاء، بينما نظل نمجد ونتباهى بالكنيسة كلٌ منا على حدة، وننسى أن الانقسامات كانت سببًا رئيسيًا فى الاقتتال بين المسيحيين لو حصر أعداد القتلى على خلفية الانقسامات بين الكنائس ومحاولة كل منها الانتصار على شقيقتها تجده يتجاوز أعداد شهداء الاضطهاد. وأكد الأنبا أنطونيوس أن الخلاف والصراع والانقسام أدى للابتعاد عن هدف الله الأول ومعرفة طريقه، مما يستلزم عودتنا ونسيان الإساءة المتبادلة بين الكنائس والكف عن الاتهامات واستدراك كل كنيسة لأخطائها، ولاسيما بأن الوحدة لا تأتى إلا بضمير حى ومعرفة الخطأ وإصلاحه. وأشار إلى أن الكنيسة التى تتوقف يومًا عن الإصلاح تنهار وتكون جامدة وميتة فإن الكنيسة متجددة ومصلحة وعليها أن تسعى دائمًا لمجد الله وليس مجد لنفسها أو اسمها. وألمح الأنبا أنطونيوس إلى أن أبناء الكنائس أصبحوا منفتحين ويرفضون أى محاولة للتطاول أو التجاوز فى حق أى كنيسة، ولو كان من أحد رعاة كنيسته حال تجاوزه فى كنيسة أخرى يتخذ الرعية موقفًا تجاهه.