لا صوت للضعيف ولا صدى، الصوت صوت القاهر الغلاب، بهذه الطريقة أسدل الستار على واحدة من أكثر أحداث العصر الحديث دموية، وهى الحرب العالمية الأولى، حيث فرض الحلفاء على المعسكر الخاسر «ألمانيا والنمسا وبلغاريا والدولة العثمانية»، فى الحرب شروطا والتزامات عديدة وفقا لمعاهدة «فرساي» التى انطلقت مباحثاتها فى مثل هذا اليوم التاسع عشر من يناير من عام 1919. وقد أسست «فرساى» لنظام عالمى جديد بعد نهاية الحرب العالمية الأولى فى 1919، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الموقع الذى عقدت فيه المباحثات فى قصر فرساى الفرنسي.، ونتج عن تلك المعاهدة إنشاء «عصبة الأمم» التى كانت مهمتها منع النزاعات بين الدول كالذى حدث وتسبب فى اندلاع الحرب العالمية الأولى، ووفقا لتلك المعاهدة تحملت ألمانيا ذنب الحرب والتزمت بدفع تعويضات للأطراف المتضررة. بينما كانت هناك شروط عسكرية أخرى هدفت لتقليم أظافر القوة الألمانية بواسطة عدة إجراءات منها إلغاء التجنيد الإلزامي، وتحديد عدد الجنود فى الجيش الألمانى ب100 ألف جندى فقط، وتكون أقصى مدة للضباط داخل الجيش 25 عامًا فقط لتنخفض نسبة الضباط ذوى الكفاءة، وفرضت غرامة على ألمانيا بحوالى 269 مليار مارك ألمانى وخفضت فيما بعد إلى 132 مليار. استمرت المباحثات ما يقرب من 6 شهور وانتهت بالتوقيع على الاتفاقية فى 29 يوينو 1919.