نشبت حرب بين القوى الأوروبية في 28 يوليو 1914 مرورًا بانتهائها في 11 نوفمبر من عام 1918، وسميت بالحرب العالمية أو الحرب العُظمى، ولكن تغير المسمى بسبب وقوع الحرب العالمية الثانية وكان العامل الفاصل في الحرب هو دخول الولايات المتحدة الحرب ضد ألمانيا، فامتلاكها لاحتياطات كبيرة من النقود، الطعام، الجنود والأسلحة ساهم بشكل كبير في أن تميل الكفة لصالح الحلفاء. خسائر بشرية تقدر خسائر الحرب العالمية الأولى بأكثر من 9 ملايين من الجنود الأوربيون من مختلف الدول المشاركة بالحرب، وكان نصيبالألمان من القتلى مليون و950 ألف جندي،بالإضافة إلى ملايين الأسرى . انهيار الإمبراطورية الألمانية انهارت الإمبراطورية الألمانية وتفككت خلال الثورة الألمانية في 1918، وخسرت ألمانيا مجموعة من الأراضي لصالح دول الجوار منها إقليمي الألماس واللورين (اللذان احتلتهما ألمانيا في الحرب الفرنسية البروسية) على الحدود مع فرنسا، كما خسرت مدينة دانزيغ لصالح بولندا، وتشكلت عصبة الأمم بهدف منع أي تكرار لمثل هذا الصراع المروع ولكن هذا الهدف قد فشل تمامًا بسبب ضعف الدول وتجدد القومية الأوروبية، إضافًة لشعور الألمان بالمهانة مما ساهم في صعود الفاشية ووقوع الحرب العالمية الثانية. خسائر مادية أما أهم الخسائر المادية فقد وقعت في الأراضي التي دارت فيها المعارك حيث أُتلفت المحاصيل الزراعية وقضيَ على المواشي ودمرت مئات الآلاف من المنازل وآلاف المصانع، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بالسكك الحديدية ومناجم الفحم التي غمرها هذا الطرف أو ذاك بالماء لمنع استغلالها من قبل العدو. وكان على الدول المتحاربة في مرحلة السلام إعادة بناء ما دمرته الحرب وتحويل الصناعات الحربية إلى صناعات مدنية، لكن قلة الأموال واليد العاملة التي قضت عليها الحرب عرقلت إلى حد كبير عملية إعادة الإعمار المرجو، وفرض مؤتمرالسلام في باريسعلىألمانيا دفع تعويضات للدول المتضررة ومن أجل أن تدفع ألمانيا التكاليف الكبيرة للحرب العالمية الأولى قامت بتحويل عُملتها إلى معيار الذهب. و في عام 1921 وُضع مجموع التعويض للدول المتضررة وهو 132 مليار مارك ذهبي ألماني، وقد كان الخبراء الاقتصاديين للحلفاء على معرفة أن ألمانيا لن تستطيع أن تدفع مثل هذا المبلغ كتعويض وفي عام 1931 علِّق دفع التعويض من قبل المجتمع الدولي، بسبب أن ألمانيا قد دفعت ما يعادل 20.598 مليون مارك ذهبي ألماني كتعويض،ومع صعود شعبية أدولف هتلر أُلغيت جميع السندات والقروض المفروضة على ألمانيا . وارتفت نفقات الحرب بسبب لجوء الدول المتحاربة إلى الاقتراض وارتفاع مديونيتها سواء الدين الداخلي أو الخارجي الذي وصل بألمانيا إلى 43 مليار، وأنفقت ألمانيا على الجيش ما يقرب من "1476" مليون مارك ألماني . اختلال التوازن الاجتماعي اختل التوازن الاجتماعي بين الذكور والإناث في ألمانيا؛ فقد كان القتلى والجرحى خلال الحرب هم من الرجال ومن الشباب بصفة خاصة، بينما كانت خسائر النساء قليلة جدًّا، والجدير بالذكر بأن الغالبية العُظمى من ضحايا الحرب كانوا من مواليد الربع الأخير من القرن 19. وكان طبيعيًّا أن تهبط نسبة المواليد خلال فترة الحرب لافتراق الأزواج عن زوجاتهم، وبعد الحرب ارتفعت هذه النسبة بسرعة كبيرة مما أثر على الحركة التعليمية واليد العاملة فيما بعد، فبالنسبة للتعليم واجهت المدارس عام 1930 نقصًا في عدد التلاميذ الذين أعمارهم بين 11-15 سنة . ولم يستطع الألمان الحصول علىالسطوة فيالحربالعالمية الأولى، مما أدىإلى استياء داخل الأوساط الألمانية، فاستغل "أدلوف هتلر" توتر الأجواء السياسية واستطاع كسب انحياز الألمان، مما ورطهم في الحرب العالمية الثانية . تراجع حقوق المرأة أثرت الحرب في سرعة منح المرأة الكثير من حقوقها في وقت مبكر عمَّا كان متوقعًا، فقد كانت المرأة تحصل على حقوقها ببطىء قبل وخلال الحرب . مؤتمر السلام بعد الحرب فرض مؤتمر باريس للسلام سلسلة من معاهدات السلام بين الدول المتحاربة حتى تُنهي الحرب بشكل رسمي، حينما وافقت ألمانيا على توقيع الهدنة في 11 نوفمبر 1918 كان على أساس مبادئ ويلسون الأربعة عشر، واعتقدت ألمانيا حينها أن القرارات التي ستصدر في مؤتمر السلام ستكون على أساس هذه المبادئ ولكن هذا لم يحصل مطلقًا. وكان أول اجتماع لعصبة الأمم في 28 يونيو 1919، وأُجبرت ألمانيا على الرغم من الاحتجاجات الشديدة عندها إلى أن تعترف بالذنب لبدئها الحرب في عام 1914، وبالتالي فهي مسؤولة عن التعويضات الضخمة التي عليها أن تقوم بتعويضها لدول الحلفاء المتضررة والمواطنين بسبب العدوان الألماني. وسميَ هذا الشرط لاحقًا عند الألمان بشرط ذنب الحرب،وقد شعرت الغالبية العظمى من الألمان بالمهانة والاستياء حول هذه النقطة، وبعد ذلك أصبحت هذه النقطة قضية النازيين أثناء حملتهم الكبرى في عام 1920. لقد شعر الألمان أنه تم التعامل معهم ظلمًا بسبب ما سموه ب"أوامر فرساي" التي تلقوها،فيقول الكاتب الألماني المنتمي للحزب النازي ويليبالاد شولز "إن المعاهدة وضعت ألمانيا في ظل العقوبات القانونية محرومة من القوة العسكرية ودمِّرت اقتصاديا وأُذلَّت سياسيًّا،وحتى تُرغم ألمانيا على دفع التعويضات تقرر احتلال أراضي الراين لحين تسديدها" . قيود عسكرية ولمنع ألمانيا من معاودة الانتقام وإبقاء قواتها العسكرية ضعيفة فُرض عليها أن لا يزيد عدد جيشها عن مائة ألف مقاتل يجمعون بالتطوع ومنع التجنيد الإجباري، وأن لا تستخدم الدبابات أو الطائرات الحربية وتسليم أسطولها الحربي، إضافًة إلى أن لا يزيد أسطولها الحربي في المستقبل عن ست قطع لا تزيد حمولتها عن عشرة آلاف طن وعدد محدود من القطع الصغيرة الحربية، وأخيرًا تدمير القاعدة البحرية الألمانية في هليجولاند حتى لاتستعيد قوتها .