قال الكاتب السعودى أمجد المنيف، المدير العام لمركز «سمت» للدرسات، إن الرياض تدرك تماما أهمية استقرار مصر، والأمر مثله فى القاهرة فيما يتعلق بالسعودية، خاصة أن الدولتين قائدتان فى المنطقة، ولهما ثقل وعمق يتعدى لبقية دول المنطقة. يمكن القول إن العلاقات السعودية المصرية، صمام أمام للمنطقة ككل، والقيادتان السعودية والمصرية تدركان حجم التحديات التى تعصف بالمنطقة، وصعوبة وحساسية الظرف التاريخى الراهن، والسعودية بشكل خاص تعرف طبيعة الظروف التى تواجهها الحكومة المصرية، سواء على صعيد مكافحة الإرهاب أو فيما يتعلق بالملف الاقتصادي، وتبعات حكم جماعة الإخوان وحالة الفوضى الناتجة عنها فى المنطقة، ولذا فهى لم تتوان أبدا فى تقديم الدعم لها فى مختلف الأصعدة. واضاف المنيف ل"البوابة نيوز"، أن العنوان العريض ل«رؤية السعودية 2030»: "السعودية.. العمق العربي والإسلامي.. قوة استثمارية رائدة.. ومحور ربط القارات الثلاث"، ما يعنى أن المملكة العربية السعودية تضع نصب عينيها أن تكون دائما قائدا للأمة العربية والإسلامية فى قضاياها المشتركة وآمالها وطموحاتها ومستقبلها، وتدفع ما يهدد أمنها واستقرارها. وبالمناسبة، هذا الأمر تحديدا ليس جديدا من خلال الرؤية، وإنما تأكيد للريادة، ووضوح فى التعاطي، واستمرارية فى الدعم. وتابع: "كانت السعودية من أوائل الدول التى عانت من الإرهاب والتطرف، وللمملكة تجربة رائدة فى مجال مكافحة الإرهاب على كافة المستويات الأمنية والفكرية، أصبحت أنموذجا يحتذى به عالميا، وهذا ما يقوله عدد من المؤسسات الأمنية والعسكرية حول العالم. اليوم، وجدت المملكة الحاجة أكبر وأكثر إلحاحا فى توحيد جهود الدول العربية والإسلامية للتصدى لهذه الظاهرة التى تعانى منها بشكل أكبر المجتمعات العربية والإسلامية، للقضاء عليها بشكل نهائى من خلال تكاتف الجهود وحشد الإمكانات، ولذلك جاءت المبادرة من قبل ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان بالدعوة إلى تأسيس التحالف الإسلامى العسكرى لمكافحة الإرهاب، والذى يعمل على تنسيق الجهود بين الدول الأعضاء البالغ عددهم 41 دولة فى المجالات العسكرية والإعلامية والفكرية وغيرها. فى الوقت نفسه، لم تغفل السعودية أهمية مكافحة التطرف للقضاء على الإرهاب، بكل أنواعه، وسعت مع بعض الدول لتأسيس مركز عالمى لمكافحة التطرف، «اعتدال»، والذى يحظى بجلس إدارة عالمي، وتم افتتاحه بحضور الرئيس الأمريكي والعاهل السعودى وأكثر من 50 زعيما ورئيسًا عربيًا وإسلاميًا، فى «قمة الرياض».