فى الوقت الذى تداولت فيه مواقع إلكترونية تابعة لتنظيم القاعدة فى الأيام الأخيرة، رسالة من حمزة بن لادن إلى والدته وإخوته، يخبرهم فيها عن مقتل نجله «أسامة»، البالغ من العمر 12 عاما، ظهرت أنباء احتمالية وصول حمزة بن لادن (26 عاما) إلى سوريا، لقيادة تشكيل يتبع تنظيم القاعدة مكون من المنشقين عن هيئة تحرير الشام، وآخرين عن «جند الأقصى» وتنظيم الدولة، إضافة إلى ما يتردد عن مشاهدة تطورات أخرى فى تنظيم القاعدة ككل، قد يكون من ضمنها تولى «حمزة» زمام التنظيم كله. فيما يخص مقتل «أسامة» الابن، لم يتوفر فى الرسالة أية معلومات عن موقع وكيفية مقتل ابنه، وتضمنت الرسالة التى وجهها نجل مؤسس القاعدة، والزعيم المنتظر للتنظيم، منذ حوالى 4 أشهر تعليقًا منه قال فيه: «إن هذه المصائب والبلايا التى تصيبنا فى هذا الطريق، لا تزيدنا إلا ثباتا وتماسكا واستبسالا»، ويأتى هذا فى ظل معلومات شبه مؤكدة تقول إن واقعة مقتل نجل حمزة بن لادن تمت فى أفغانستان، وأنه فى وضع مشابه لتلك التى عاشها والده، هدفا للاغتيال من قبل أجهزة الاستخبارات الغربية والأمريكية فى أسرع فرصة ممكنة حتى لا يعيد تجميع التنظيم وقدراته العملياته تحت قيادته. اللافت هنا حتى الآن هو التوقيت الدقيق، الذى يشهد العديد من التغيرات التى قد تقلب موازين الأمور فى منظومة الإرهاب العالمى برمتها، ومن ضمنها على الأكثر ما يخص «حمزة» هذا الشاب الذى يمتلك فكرًا عقائديًا وأيديولوجيًا يتقارب مع فكر والده، لكونه كان الأكثر قربًا من والده أسامة بن لادن مؤسس التنظيم، وكان يلازمه فى الكثير من تحركاته، مقارنة بباقى إخوته الآخرين، بما يشير إلى تأثره بالعقيدة ومن ثم تأهيله لقيادة القاعدة فهو أمر يسير. وفق الأطر الاجتماعية والأسرية والدينية والحركية، الذى نما وترعرع فيه «حمزة»، فتعد مسألة زعامته لتنظيم القاعدة، أمرا بديهيا، وكذلك يتوقع البعض أن الجيل الثانى قد يكون الأكثر خطورة وتطرفا فى تنفيذ هجمات إرهابية. والمثير للتساؤل هنا ولم نعرفه بعد، هل أدخلت السنوات الأخيرة مفاهيم جديدة ومختلفة بالنسبة لمسألة الصراع السنى الشيعى التى انطلق من تنظيم «داعش»؟ بالقطع أن إجابة هذا السؤال ستظهر فى أقرب، فعلى سبيل التوقعات، نرى إن كانت المسألة الطائفية محسومة لدى «حمزة»، فإنها ستكون غالبًا سببًا مهمًا ورئيسيًا للتنسيق والتعاون بينه كممثل «القاعدة»، مع تنظيم الدولة «داعش»، ومن ثم عودة التعاون مع جبهة النصرة وتنظيمات إسلامية أخرى، خاصة أن هناك مؤشرات تؤكد أن تنظيم «الدولة» لن يختفى كليا، وسيعود للعمل السرى تحت الأرض، واتباع نهج الهجمات الإرهابية للانتقام من خصومه والقوة الإقليمية والعظمى التى تكتلت للإطاحة بدولته. وفى الغالب الأعم فيما يخص التنظيم الكل، يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد تطورًا مع تطور المجتمع وتفاعل الدولة معها، وهو ما يؤدى إلى استمرار تأجيج الصراع الدينى والطائفى والمذهبى فى مناطق جديدة فى شمال أفريقيا وجنوب الصحراء وفى جنوب آسيا. كذلك سيسمح هذا الوضع باستمرار إقامة بعض الدول فى هذه المناطق وخارجها لعلاقة مباشرة مع بعض حركات الإسلام السياسى المتطرفة، بل وتمويلها، ومساعدتها فى التخطيط على كيفية الاستيلاء على الحكم، وهو ما حدث بعد ثورات ما سمى الربيع العربي. وفى كل الأحوال، من المتوقع أن يشهد عام 2018، عودة تدريجية لتنظيم القاعدة الإرهابي، الذى يحتفظ بعناصر له فى أفغانستان واليمن والصومال واليمن وغرب أفريقيا، ومن المحتمل أن تلتحق به بعض عناصر داعش الإرهابية الفارة من العراقوسوريا، وقد تصطدم به بعض العناصر الأخرى فى مزيج من التحالف والمواجهة، على أن يصحبه صراع شرس بين التنظيمين الإرهابيين، خصوصًا فى أفغانستان، بعد أن وصلت عناصر من «داعش» إلى ولاية جوزان فى أفغانستان، حيث أقاموا معسكرًا للتدريب بموافقة تنظيم «طالبان» الإرهابى ودعمه.