يبدو أن الانتحار فى مصر تحول إلى ظاهرة مخيفة، نظرًا لتكرار الحوادث بشكل شبه يومي، وهو ما يتطلب مواجهة سريعة لوقف نزيف الأرواح الذى يجد فيه المستسلمون الحل الأخير لأزماتهم، حيث أقدمت ربة منزل على التخلى عن حياتها بإلقاء نفسها من أعلى عقار بمنطقة كرداسة لمرورها بأزمة نفسية عقب انفصالها عن زوجها. بدأت الواقعة عندما تعرفت «نعمة» على شاب يكبرها بعدة أعوام، ونشأت بينهما علاقة عاطفية، تقدم على إثرها لخطبتها، ليوافق الأهل مع ترحيب ابنتهم، ومن ثم عقد قرانهما عقب شهور قليلة من الخطوبة. رُزق الزوجان بطفلين (ولد- بنت)، وظنت الزوجة أنها ستعيش أحلى أيام عمرها فى كنف الرجل الذى أحبته حبا جما، لكن سرعان ما عرفت الخلافات الزوجية طريق «عش الزوجية». رويدا رويدا، تفاقمت تلك المشكلات التى عادة ما تنتهى بشجار تارة وتدخل الأهل والعقلاء من العائلتين تارة أخرى، قبل أن يكتب الزوج الفصل الأخير فى تلك الزيجة، ويتخذ قرارا بتطليق «أم العيال» بعدما فاض به الكيل. أصيبت «نعمة» بأزمة نفسية، وتم إيداعها مستشفى الصحة النفسية على إثرها، لتدهور حالتها، ولم تتحسن على العلاج، فخرجت وجلست مع أسرتها خوفا عليها من الانتحار، ولكن لم يمر سوى عامين حتى شرعت فى التخلص من حياتها بعد أن غافلتهم جميعا وقفزت من الطابق الثالث بمنزل شقيقتها، وأصيبت بكسر فى ساقها. حاولت أسرة السيدة الثلاثينية العناية بها صحيا ونفسيا؛ لضمان عدم تكرار محاولتها الأولى للانتحار، لكن المحاولة باءت بالفشل عقب مرور 3 سنوات، إذ قفزت من أعلى عقار تقطن فيه شقيقتها «منى» بالشارع الجديد بمنطقة كرداسة، لتسقط جثة هامدة على جراج ملاصق للعقار. تلقى العميد خالد كامل، مأمور قسم كرداسة، إخطارا من غرفة عمليات النجدة بسقوط سيدة من علو، على الفور تم تشكيل قوة وانتقل ضباط المباحث لمكان الواقعة. وكشفت تحريات المقدم إسلام سمير، رئيس مباحث كرداسة، مصرع ربة منزل تدعى «نعمة»، 32 سنة، مطلقة؛ مصابة بكسور ونزيف داخلى أودى بحياتها فى الحال، بعد أن ألقت بنفسها من الطابق الثالث إثر مرورها بأزمة نفسيها أثناء وجودها بمنزل شقيقتها، وتم نقل الجثة إلى المشرحة. حُرر محضر بالواقعة، أحاله اللواء عصام سعد، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، إلى النيابة العامة التى صرحت بالدفن؛