اعتاد الراحل الكبير صلاح عيسى أن يدمج التاريخ في الحكاية يربطهما بخيط من الصحافة ويحكم الرباط بمزيد من التوثيق، ينقل كل هذا إلى دفتي كتاب في النهاية، ليستمتع قارئه بنموذج فريد من الحكايا التي جمعت بين الفكر والصحافة والأدب. تنوعت كتابات عيسى، التي بلغت أكثر من عشرين كتابًا في التاريخ والفكر السياسي والاجتماعي والأدب، لكنها دوماً كانت مرتبطة بالهم الذي يحمله منذ اتجه عام 1962 للكتابة في هذه المجالات. ولم يمنعه الاعتقال الأول بسبب آرائه السياسية عام 1966، والذي كان بسبب كتابته مجموعة مقالات في جريدة "الحرية" اللبنانية، عنوانها "الثورة بين المسير والمصير"، والتي كانت تنتقد نظام ثورة 23 يوليو، فاستمر في ذلك الاتجاه الذي جعله واحداً من الأساتذة في الصحافة والتاريخ.