كابتن ماجدة: مصر تمتلك أفضل أساتذة الطيران فى العالم تعد رحلة السيدة المصرية مع مهنة الطيران، رحلة تاريخية تحتاج إلى السرد، خاصة أن مصر كانت من أوائل الدول التى تسمح بالعمل النسائى فى مهنة الطيران، وبدأ هذا مع الكابتن لطفية النادى، والتى تعد ثانى كابتن من العنصر النسائى يقود طائرات على مر التاريخ وكان هذا خلال عام 1933. ولهذا كان لنا لقاء مع الكابتن ماجدة مالك، والتى تعمل بالمهنة منذ 10 سنوات كاملة، وتعد من أولى الطيارات اللاتى شاركن فى أول طاقم طيران نسائى فى مصر، كما تعد من الطيارات «المخضرمات»، خاصة أنها أول امرأة مصرية تقود «بوينج 777- 300»، أكبر نوع طائرات بالأسطول المصرى، وهو نوع من الطائرات الذى يستطيع نقل 355 راكبًا. واستنكرت «مالك» غياب دور الفن وعدم تناوله لمهنة الطيران بالأسلوب الذى يكشف أغوار تلك المهنة وحقيقتها، بينما الفن الغربى أنصف المهنة وتناولها فى عدد من الأعمال الفنية، التى أوضحت جزءًا من واقع المهنة. وقالت كابتن ماجدة: «عمل المرأة فى مهنة الطيران لا علاقة له برجل أو امرأة، طالما استطاعت المرأة اجتياز التدريبات الخاصة، مؤكدة أنه مع تقدم العلم والتكنولوجيا أصبحت ممارسة المهنة أكثر سهولة عن ذى قبل، مشيرة إلى أن ما يسهل الأمر هو أن جداول العمل تصدر من الشركة قبل أسبوعين بل وأصبح حاليًا خلال كل شهر، وهو ما يعطى الفرصة أمام الاستعداد لفترة العمل والإجازات وترتيب المواعيد بناءً على تلك الجداول الموضوعة، وبالتالى فالأمر ليس صعبًا ولا توجد معوقات». وأضافت: «كل المواقف التي يتعرض لها الطيار يجب أن تكون مدروسة، وخاصة أن حياة مئات الركاب وسلامتهم متوقفة على الرحلة التي يقوم بها الطيار، والتي تحتاج إلى الاستعداد الدائم لشتى الظروف التي من الممكن التعرض لها، مؤكدة أن التدريبات تكون مختلفة عن رحلات الطيران الحقيقية وتتضمن التدريبات على الحالات الحرجة والفحص الدائم للطائرة». ولفتت إلى، أن الطيار يجب أن يخضع لفترات تدريب كل 6 أشهر فى مصر، ليكون قادرًا على التعامل مع المعطيات والظروف المختلفة. وشددت على أنه يوجد فى مصر أفضل منظومة تدريبية يشرف عليها أساتذة عباقرة ومتخصصون فى مجال الطيران، حيث يتم محاكاة أوضاع مختلفة وقعت وأوضاع أخرى لم تقع ولكنها بمثابة محاكاة أو تشابه للواقع وهى تدريبات قوية وشاقة لكى نستطيع التعامل مع الطائرات فى مختلف الظروف والأوضاع الجوية. ولفتت إلى أن من أكثر اللحظات الصعبة والمؤثرة التى تعرضت لها فى حياتها المهنية، كان خلال بداية عملها المهنى حيث كانت طيارة مساعدة، ووقتها كان الطيار قد أصابته نوبة تعب شديدة وهو ما كان مفاجأة بالنسبة لها، ولكنها استطاعت تجاوز تلك المشكلة واجتيازها من خلال التدريبات التى تلقتها، والتى من دونها كان من الممكن أن تقع كارثة لا قدر الله. وقالت «مالك» إن هناك أساسيات للعمل بالطائرات، حيث إن قيادة الطائرة تتم فى المعتاد من خلال فردين طيارين قائد أول وقائد ثان، لافتة إلى أن الاثنين يختلفان فى الخبرة التى تتضمن عدد ساعات العمل ومستوى التعامل مع الطائرة، حيث يكون القائد الأول هو الأكثر خبرة ويفوق فى ساعات العمل القائد الثانى بفارق توقيت ضخم، كما أن القائد الأول لديه خبرة أكبر فى مستوى التعرض للمشاكل وحالات الطوارئ التى تتعرض لها الطائرة، وهذا مقارنة بالقائد الثانى الذى يتدرج فيما بعد لكى يصبح قائدًا لطائرة وفقًا لخبرته التى تنمو مع الوقت. واختتمت كابتن ماجدة: «هناك مسئولية كبيرة وضغوط تكون على الطيار فى بداية حياته وخلال فترة التأهيل، مضيفة، أنه بعد تسلم زمام الأمور يأتي شعور بمسؤولية جسيمة على الطيار منذ أول لحظة يستلم بها طائرة ركاب صغيرة لا يتجاوز عدد ركابها 160 راكبًا، حيث يتم توصيل الكثير من البشر ونقل الكثير من البضائع والأموال والأغراض».