بدأت بورصة شيكاغو التداول على العقود المستقبلية للعملة التي أربكت الاقتصاد العالمي "البتكوين"، وهي العملة التي تجاوزت قيمتها 16 ألف دولار، بعد دقائق من تداولها في البورصة، التي تعطلت لأكثر من مرة نتيجة للإقبال الشديد على التعاملات بالعملة الصاعدة بسرعة الصاروخ. وهذا الصعود منقطع النظير للعملة التي كسرت كل القواعد، يثير العديد من التساؤلات عن طبيعة العملة التي دوى صداها، في الآونة الأخيرة، وفيما يلي نرصد أهم المعلومات عن تلك العملة الاستثنائية: بدأت العملة في الظهور بشكل قوي، في عام 2007 وانتشرت مع الأزمة المالية التي ضربت العالم في العام التالي، ليتم إطلاق العملة بشكل رسمي في عام 2009، بهدف القضاء على السلطة المركزية وتدعيم التعامل الحر في العملات، فالبيتكوين هي عملة رقمية تعتمد على التشفير "Cryptography" وهي عملة لا مركزية، أي أنه لا أحد يتحكم بها غير مستخدميها، فهم من يقومون بصنعها عن طريق عملية "تعدين التكوين" واستخدمها دون الحاجة الي وسيط أو رقيب عليهم، مثل حكومة أو مصرف مثل باقي العملات الموجودة بالعالم، واللافت هنا أن شخص يلقب ب"ساتوشي ناكاموتو" نشر دراسة يشرح من خلالها ما هي البتكوين وكيف يعمل البتكوين، وفي عام 2009 قام بإطلاق شبكة البتكوين للعالم. والبتكوين تعمل بنظام الند للند "peer-to-peer"، ونظام الند للند يمكن المستخدمين من التعامل مباشرة مع بعضهم البعض دون الحاجة إلى وسيط، فكل ما تحتاج اليه هو ان تكون متصل بالإنترنت وتقوم بتحميل "محفظة" الكترونية من موقع مثل redirect، وبعد ان تنتهي المحفظة من تحميل "سلسلة القوالب" او "blockchain" تكون جاهزا لاستخدام البتكوين. ومن خلال ال "blockchain" والذي يعد دفتر الحسابات لشبكة البتكوين بالكامل ودفتر الحسابات هذا يتم تسجيل فيه كل التعاملات التي تتم علي شبكة البتكوين، هذا الدفتر ايضا يحتوي علي كل عناوين المحافظ، وعدد البتكوينز الموجود بها وكل التحويلات منها وإليها لجميع مستخدمين البتكوين. ويمكن لأي شخص رؤية كل هذه المعلومات من على هذا الموقع. وتتميز شبكة البتكوين، بأن البيانات المتداولة على الشبكة آمنة، ويتم إرسالها واستقبالها بشكل مباشر من مستخدم لآخر، مما يقلل إمكانية اختراقها، ولا يمكن مهاجمة الشبكة أو محاولة الحجز علي البتكوين الخاصة بأي مستخدم، واحتضن مقهى إسبريسو في مدينة فانكوفر بإقليم "بريتيش كولومبيا" الكندي أول جهاز صراف آلي (ATM) في العالم لعملة بيتكوين في 30 أكتوبر 2013. وللحصول على البتكوينز، يمكن شراءه من أي من موقع تداول بتكوينز أو تقوم من أي شخص يمتلك بتكوينز وجها لوجه أو تقوم بتعدينها، ويمكن تحويل البتكوينز إلى دولارات عبر مواقع التداول الكبري مثل Mt. Gox، مما يمكن المستخدم من استخدام البتكوين في البيع والشراء، وهناك آلاف من المواقع والمتاجر الالكترونية التي تتعامل بالبتكوين، ولعل آخرها كان موقع شركة آبل عملاقة التكنولوجيا في العالم، وهي في تزايد يومي ومستمر وهنالك ايضا متاجر وفنادق ومطاعم حول العالم تتعامل بالعملة ويخطط القائمون على إدارة العملة إلى إنتاج 21 مليون بتكوين، وحتى الآن تم صناعة نحو 12 مليون بتكوين او بما يعادل 56% من عدد البتكوينز الذي سوف يتم تعدينه. والبتكوين ليست العملة الرقمية الوحيدة، ولكن تم صنعها بناء علي فكرة البتكوين ولكن لها اختلافات عن البتكوين وهي تسمي بالعملات البديلة او "Alternate Coins" وأشهرها "Litecoin" "Primecoin" "Novacoin" "PPCoin" "Feathercoin".، وعن قانونية العملة تعد العملة قانونية، وكانت دولة ألمانيا أول من اعترف بالعملة، وفرضت الضرائب على مستخدميها، وعلى النقيض تحاربها الصين حيث أن أغلب عمليات التداول ب"بيتكوين" في الصين لأن ذلك يتيح للصينيين الالتفاف على القوانين المحلية المقيدة لحجم الأموال التي يمكنهم تداولها، ويعزى ارتفاعها إلى الطلب المتزايد عليها في الصين، في حين حذرت السلطات المحلية هناك من مغبة التعامل بها لاحتمال ارتباطها بإخراج الأموال من البلاد، وشنت السلطات الصينية في وقت سابق من هذا العام حملة ضد تداول البتكوين في محاولة لوقف تدفق الأموال خارج البلاد بطريقة غير شرعية، إلا أن الرقابة المشددة من جانب بكين قللت فقط من قيمة البتكوين، وبعد أن سجلت هذه العملة الافتراضية ارتفاعا قياسيا في يناير الماضي، حافظت العملة على ارتفاعها بشكل مطرد. مزايا البتكوين: سهلة الاستخدام. لا مركزية. تحويلات لحظية. آمنة في الاستخدام. نادرة سيتم صنع 21 مليون كوين فقط. عيوب البتكوين: قيمته متقلبة علي المدي القصير. لا يوجد اماكن كثيرة في الشرق الاوسط والعالم بشكل عام تستخدم البتكوين. عملة جديدة نسبيا. لا يوجد اعتراف دولي كامل بها.