عقد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس جمهورية طاجيكستان إمام علي رحمان، في قصر الحسينية بعمان اليوم الأحد، مباحثات تناولت سبل النهوض بمستويات التعاون بين البلدين في شتى الميادين، إضافة إلى المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. وبحسب بيان صادر اليوم عن الديوان الملكي الهاشمي، فقد ركزت المباحثات على آخر التطورات المتعلقة بموضوع القدس، بعد القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، حيث شدد الجانبان على ضرورة تكثيف الجهود العربية والإسلامية والدولية لحماية الحقوق الفلسطينية في مدينة القدس، التي تمثل مفتاح تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وأكد الرئيس إمام علي رحمان - خلال المباحثات الموسعة التي حضرها رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي وعدد من كبار المسئولين في البلدين - وقوف بلاده إلى جانب الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني، صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، في جهوده لحماية المدينة المقدسة وهويتها التاريخية. وتطرقت المباحثات إلى الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب ضمن استراتيجية شمولية. وشهد الملك عبدالله الثاني والرئيس رحمان - عقب المباحثات الموسعة، توقيع عدد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم بين الأردن وطاجيكستان في مجال تعزيز وحماية الاستثمارات المتبادلة، وفي مجال تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب من الضرائب فيما يتعلق بالضرائب على الدخل ورأس المال، بالإضافة إلى التوقيع على مذكرة تفاهم في مجال التعليم العالي والبحث العلمي. وفي ختام المباحثات صدر بيان مشترك، أكد خلاله الجانبان أهمية مُواصلة التّعاون الوثيق الرَّامي لتعزيز السلم والاستقرار والأمن والتنمية المستدامة في المنطقة. كما أكد الزعيمان ضرورة تنمية العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بما في ذلك التبادل التجاري والاستثمار والصناعة والزراعة والسياحة والثقافة والتعليم والعلوم. وشدد الزعيمان على أهمية حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي حلاً عادلاً ودائماً، ويرى الجانبان ضرورة تسوية الخلافات والصراعات عبر الطرق السلمية على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، وعن طريق مفاوضات جادة ومؤطّرة زمنياً تعالج جميع قضايا الوضع النهائي وتقود إلى تطبيق حل الدولتين، الحل الوحيد للصراع، الذي تقوم بموجبه الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة والمتواصلة جغرافياً على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 والقدسالشرقية عاصمة لها، بحيث تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل. كما شدد الزعيمان على الأهمية القصوى للحفاظ على الوضع التاريخي القائم والوضع القانوني في المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف، ووقف كل الانتهاكات الإسرائيلية ضده. وبحسب البيان المشترك، أكد الملك عبدالله الثاني والرئيس رحمان، أن القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها يشكل خرقا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ويستفز مشاعر المسلمين والمسيحيين في العالمين العربي والإسلامي، وسيكون له تداعيات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة وجهود تحقيق السلام، مشددان على ضرورة تكثيف الجهود العربية والإسلامية والدولية لحماية الحقوق الفلسطينية في مدينة القدس، التي تمثل مفتاح تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وأكد الزعيمان أن موضوع القدس يتقرر بالتفاوض ويجب تسويته ضمن إطار حل شامل ينهي النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي. وفيما يخص الأزمة السورية، أكد الملك عبدالله الثاني والرئيس رحمان أهمية استمرار دعم الجهود الدولية لتحقيق حل سياسي لها، بما يضمن استقلال وسيادة سوريا ووحدة أراضيها، ويقبله الشعب السوري ويحقق تطلعاته، استناداً لبيان جنيف (1) وقرار مجلس الأمن 2254 (2015).