دعا الاتحاد الإفريقي إلى وقف فوري لإطلاق النار في جنوب السودان، حيث قتل مئات الأشخاص هناك، وفقًا لموظفين في الأممالمتحدة ووصف الاتحاد قتل جنود أمميين ومدنيين بأنه جريمة حرب. ومن جانبه أكد رئيس الوفد الدائم للاتحاد الإفريقي نادر فتح العليم، أن الاتحاد الإفريقي دائمًا يتحدث عن النزاعات الثنائية التي تدور في القارة بنظرة عامة، والاتحاد الإفريقي ليس جزءًا أو طرفًا في هذا النزاع، مشيرًا أنه لم يكن لدينا دور في الاتفاقيات التي تم توقيعها في فترة الاستعمار، ولم يكن لديه دور في ترسيم الحدود، ولكن الاتحاد الإفريقي جاء ليؤلف بين الأفارقة، وجعل هناك وحدة إفريقية حقيقية، فيها مشاركة في الموارد ومشاركة في المصير المشترك دون ضرر بالآخرين. وأضاف في تصريح خاص ل"البوابة نيوز" أن الاتحاد الإفريقي يلعب دوره بشكل كامل، وظروف الدول أحيانًا هي التي تقف دون عمل الاتحاد الإفريقي لحل النزاعات، لافتًا إلى أن الاتحاد يصب كل اهتمامه وجل عمله في الوقاية من النزاع، لإن إدارة النزاع أكثر تكلفة وتضيع فيها أرواح كثيرة، وقال: "نحن نجنب إفريقيا النزاعات لا أن ندير النزاعات، نحن نعمل في إطار الدبلوماسية الواقعية وآلياتها التي تتضمن: مجلس الحكم الأفارقة، وهو مجموعة من قادة إفريقيا الذين جاءوا إلى الحكم وتركوا الحكم بطرق ديمقراطية، وهي بعثة تشرف على الدول الإفريقية وتبعث بنصائحها". وصرح أن الاتحاد الإفريقي تعامله مع قضايا النزاعات تعامل مختلف عن نظرة المراقبين، ما حدث في جنوب السودان هي محاولة انقلاب فاشلة، ولم تؤد إلى تغيير الحكم بأي شكل من الأشكال أو إلى محاولة انقلاب، ودولة جنوب السودان دولة مطلعة على الأحوال الداخلية ومطلوب منها على حل القضايا الجذرية والنزاعات القبلية، ونتمنى أن تقوى حكومة جنوب السودان حتى تؤدي مهماها، وكاتحاد إفريقي ندين أي محاولة انقلابية في أي بقعة إفريقية، ونتمنى أن يعود الأفارقة إلى مسار الديمقراطية دائمًا. وبالنسبة لإدارة الاتحاد الإفريقي للمشاكل الدولية وقضايا النزاعات قال نادر فتح العليم رئيس الوفد الإفريقي الدائم في القاهرة: "لدينا 54 دولة عضو في الاتحاد الافريقي، فليس لدينا مكاتب في 54 دولة ولكن لدينا إدارات داخل المقر الرئيس لمجلس السلم والأمن الإفريقي منها إدارة الإنذار المبكر يكتبون فيها تقارير تقييمية عن الدول الأعضاء، والعالم بعد العولمة أصبح قرية صغيرة، ولا يحتاج الشخص أن يكون موجودًا بنفسه لأخذ المعلومات، كما تصلنا تقارير تقصي حقائق وبعثات تنزل إلى الأرض تجمع المعلومات، ولدينا إدارة الإنذار المبكر مسئولة عن الاقاليم، مثل إقليم شرق إفريقيا وغرب افريقيا ووسط افريقيا، وهؤلاء الخبراء مختصون في الشأن المصري والليبي والجزائري، وهكذا، وخبير متخصص هو الذي يكتب التقارير ترفع إلى مجلس السلم والأمن. وأشار إلى أن الاتحاد الافريقي له موقف واضح فيما يخص المحكمة الجنائية الدولية، فالاتحاد يرفض التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية شكلاً ومضموناً، وطلبت الجنائية من الاتحاد الافريقي أن تنشئ مكتب تنسيقي بينها وبين افريقيا، وجاء الرفض في قمة أوغندا، وجاء الرفض لأن افريقيا غير مرحبة بالجنائية الدولية، المحكمة الجنائية هي ذراع من أذرع العدالة الدولية ولكنها تتعامل بأطر سياسية غير مرحب بها في افريقيا، هناك أكثر من مائتي قضية تدار حول الأفارقة، لم نر الجنائية في يوم من الأيام تدين الانتهاكات والاستيطان في فلسطين، ولم نرها تحظر الاسرائيليين الذين يقتلون الأطفال ويسلبون وينهبون ويضربون بالقانون الدولي عرض الحائط يوميًا، الجنائية الدولية أداة استعمارية سلطت على إفريقيا ولذلك رفضت رفضًا تامًا، ونحن لدينا آلياتنا للعدالة مثل المحكمة الافريقية لحقوق الإنسان والشعوب في تنزانيا، وتعمل هذه المحكمة على عودة العدالة، وهي مازالت في طور الإنشاء، وستنظر في القضايا التي يرسلها لها الاتحاد الافريقي. وأكد فتح العليم أن الاتحاد الافريقي لديه مفوضية حقوق الإنسان في بانجول عاصمة جامبيا، وترسل كثير من التقارير لنا وللقيادات في الدول بخصوص انتهاكات حقوق الإنسان، ولكنها ليست جهة صاحبة قرار، ولكنها تصدر تقارير يأخذ من خلالها المكتب الرئيسي للاتحاد الافريقي آليات في التعامل.