أثار أعلان البطريرك الماروني اللبناني مار بشارة بطرس الراعي أثناء زيارته لمقر إقامة رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري في العاصمة السعودية الرياض، تأييده للقرار الاستقالة، فضلا عن عودته إلى لبنان قريبًا، الكثير من علامات الإستفهام والعديد من الأسئلة حول السيناريوهات المحتملة لعودة الحريري؟ هل سيعلن الحريري استقالته من هناك أم سيتراجع عن الأمر ؟ هل سيبقى في لبنان أم سيغادرها، هل سيواجه حزب الله والتدخلات الإيرانية أم لا؟ وعلقت صحيفة "العربية نت" السعودية على سيناريو عودة الحريري قائله، إن "الصدمة الإيجابية" المطلوبة من استقالة سعد الحريري تستطيع أن تأتي في إطار مواجهة النفوذ الإيراني التي يريدها الأميركيون، وهم يحتاجون إلى تنسيق أكثر مع الأطراف المحليين والإقليميين، كما أن استقالة سعد الحريري وعودته تشكلان بداية جديدة لإعادة تجميع القوى السياسية ضد حزب الله، ومنعه من تحقيق خطته الكاملة بوضع اليد على لبنان ومتابعة تدخلاته في اليمن. ونقلت العربية عن مصادر في الولاياتالمتحدة لم تسمها أن واشنطن تريد من الجيش اللبناني على الأقل التزامين كبيرين، الأول وقف تسرب مقاتلي حزب الله والسلاح الإيراني عبر الحدود اللبنانية، والثاني زيادة انتشار الجيش في الجنوب ومنع حزب الله من زيادة تعزيزاته أو منعه من التسبب في مواجهة مع إسرائيل، عن طريق خطف عبر الحدود أو قصف عبر خط الهدنة. من جانبها قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، التي توصف بأنها ذراع إعلامية لحزب الله، بجملة من التقارير والتحليلات التي تقول إن المشكلة أعقد من أن تحلها عودة الحريري، وإن الدعم المقدم للحوثيين لن يتوقف، ونسبت ذلك القول إلى حسن نصر الله شخصيا. بدورها علقت صحيفة "النهار" وأعطت قناعات بأن عودة الحريري لن تحل المشكلة، وقالت إن أزمة لبنان عالقة على خطوط حمر دولية، وهو تشبيك يعرف الجميع أن لبنان مسرح تنفيذي له، ليس اليوم فقط وإنما منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي. لكنه هذه المرة تشبيك وتقاطع يتسم بالوضوح الصدامي الذي يحق للمحللين أن تلتقي مخاوفهم، وإن تفاوتت حدتها. من جانبها قالت صحف موالية لحزب الله وإيران أن رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري سوف يبقى في بيروت لمدة لا تتجاوز ال 24 ساعة، حيث يعقد لقاءات مع عدد من المعنيين، ويذهب بعدها مباشرة الى فرنسا للبقاء هناك بما يشبه الإقامة الجبرية بضمانة الفرنسيين. ورجح رأى أخر عدم قبول رئيس الجمهورية اللبنانية استقالة الحريري الإعلامية لعلة عدم دستوريتها من حيث الشكل؛ ما سيدفع بالحريري إلى تقديمها خطيا. مؤكدا أن في هذه الحالة يكون الرئيس اللبناني ميشيل عون قد أعطى سعد الحريري والسعودية براءة ذمة من تعرضه للضغط والاحتجاز. مشيرا إلى أن هذا الأمر سيخلص الى النتيجة عينها وهي استقالة رئيس الحكومة والحكومة، وفتح مرحلة المشاورات النيابية.