«إبراهيم» الأسوانى: بَكسب 300 جنيه يوميًا ومشغل ولاد عمى مع رعشة البرد القارص فى شتاء القاهرة، يقف إبراهيم «بائع الذرة» يهف بريشته البيضاء على جمرات الفحم السوداء ليوقد شعلات اللهب الحمراء، «إبراهيم» يبيع الذرة المشوى يوميًا فى نفس المكان، بميدان عبدالمنعم رياض، حيث تنوع الطبقات، ويقول: «أنا بيشترى منى جميع الناس باختلاف مستوياتهم الاجتماعية» «بيشترى منى الفقير والغنى ومتوسط الحال» وعند سؤال «البوابة» له بتعرفهم إزاى يا إبراهيم؟، تبسم وظهرت نواجذه وقال فى ثقة «بيبان يا بيه»، الغنى يجد فى ذلك رفاهية، أما متوسط الحال فيأخذ الذرة باعتباره إحدى الوجبات الثلاث التى يمكن أن توفر على الأب، أما الفقير فقد لا يأكل فى يومه بأكمله سوى كوز الذرة. وأضاف «إبراهيم»: «نعمل فى بيع الذرة طوال العام شتاءً وصيفًا، من الساعة 7 صباحا إلى الساعة 12 بعد منتصف الليل، وأشترى الذرة من مزارع بالفيوم، الخمس كيزان بثلاث جنيهات، أى أن «الكوز» يتكلف 55 قرشا، أبيعه ب3 جنيهات. قصة كفاح يكللها الشابٌ العشرينى السن، الذى قدم من محافظة أسوان هو واثنان من بنى عمومته، وتحدث عن البدايات والبطالة التى يتعرض لها معظم الشباب فى العمل، قائلًا «مفيش شغل فى محافظتى وربنا قال فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه»، «واللى عاوز شغل يدور وهيلاقى أو يفتح مشروع حتى لو كان بسيط وأنا شغلى بكسب منه كل يوم فيما لا يقل عن 300 جنيه بصرف بيهم على أسرتي» التى تحتاج للمأكل والملبس والدواء، «وبصرف على نفسى وبدفع مرتبات لأبناء عمى».