صدرت عن الدار المصرية اللبنانية رواية "خبيئة العارف" للكاتب عمار علي حسن في نحو 330 صفحة من القطع المتوسط، وهي روايته العاشرة، وهي تستفيد بالأساس من سيرة الإمام محمد ماضي أبو العزائم مؤسس الطريقة العزمية، الذي توفى عام 1937. وعلى غلاف الرواية قال الناشر عنها: "ليست هذه رواية عن شخص فحسب، إنما عن زمن جميل يجرفنا الحنين إليه، وقد أبدع كاتبها حيلة فنية ليسرد حكاية، يتعانق فيها التاريخ بالتصوف، ويمتزج الواقع بالخيال، ويتفاعل الحقيقي مع العجيب، بوسعها أن تخطف القارئ فيغوص في السطور متقلبا بين المتعة والدهشة". وأوضح عمار أنه انتقل في هذه الرواية من التاريخ القديم والوسيط إلى الحديث والمعاصر، حيث تناول سيرة أبي العزائم، وهي سيرة حافلة بالمواقف السياسية والرؤى الدينية والروحانيات والمنتج الفكري والشعري، وأخضع كل هذا لقانون الفن، الذي يعني إطلاق الخيال وإعادة ترتيب الوقائع بما يخدم الحكبة الدرامية، والتقاط المواقف والرؤى التي تتماشى مع خط سير الحكاية. وأكد حسن أن كتابة الرواية تطلبت منه معايشة أتباع الطريقة العزمية فترة طويلة، خاصة أن أحداثها تربط ماضيهم بحاضرهم، كما تطلبت قراءة عشرات الكتب التي ألفها الشيخ أبو العزائم، والاستماع إلى ما قيل عنه من قبل مريدي الطريقة المعاصرين، وقال "خالطت مريدي الطريقة العزمية، سواء عبر حوار مباشر مع شيخها ومريديها أو حضور حضراتها وأذكارها، حتى يكون بوسعي أن أنجز هذا العمل الروائي، الذي يجمع بين التاريخ والواقع وبين الحقيقي والمتخيل، حيث أن الرواية فيها من الواقعية السحرية التي تنبه إلى أن التراث الصوفي فيه الكثير مما يصلح لها". وأضاف "ظللت زمنا طويلا أفكر في نقطة مختلفة أبدأ منها، وحين عثرت عليها بات الطريق سهلا أمامي"، موضحا أن الرواية لا تهمل السياق السياسي الراهن، سواء من زاوية علاقة الطرق الصوفية بالسلطة السياسية أو لجوء هذه السلطة إلى طرق باطنية غريبة لمواجهة الأزمات التي تتعرض لها البلاد. ولا تخلو الرواية من مشاهد تنتمي إلى الواقعية السحرية. وحول موضع الرواية في مشروعه الأدبي قال حسن: "هذه الرواية في جانب منها تعد لبنة في بناء روائي أمضي فيه منذ سنين، وأرجو من الله أن يهبني العمر كي أكمله، ويمكن أن تضع فوقه أو أمامه لافتة عريضة تقول: "واقعية سحرية عربية"، وفي هذا المشروع أوظف التصوف والموروث الشعبي والأساطير المحكية، لكني أعود بين حين وآخر إلى "الواقع" مثلما كتبت "سقوط الصمت" عن ثورة يناير، أو "باب رزق" عن عالم المهمشين اقتصاديا واجتماعيا". وقال عمار إن "خبيئة العارف" ليست رواية تاريخية، وإن كان بطلها الأساسي وهو الشيخ محمد ماضي أبو العزائم من الشخصيات التاريخية المعروفة في تاريخ الصوفية المصرية، خاصة أنه كان من رموز مقاومة الاحتلال الإنجليزي، وممن شاركوا بقوة في ثورة 1919. وأوضح أن هذه الرواية جمعت بين التصوف والتاريخ والواقعية السحرية فضلا عن تعريجها على الواقع الحاضر، مؤكدا أنه لم يكتف بسيرة أبو العزائم بطل روايته، الي توفى عام 1937، إنما حاول أن يرسم بعض ملامح الواقع المعيش، من خلال تناول ما يشغل السلطة والمجتمع في الوقت الراهن.