لم تكن الحرب العالمية الثانية مقصورة على الدول المتحاربة فقط، إنما عانت من ويلاتها البلاد المُحتلة من قِبل الأطراف المشاركة فيها من كلا المعسكرين الحلفاء والمحور. وكانت مصر واقعة تحت الاحتلال البريطاني، ما جعلها أحد أهداف دول المحور، حيث حاول الألمان غزو مصر لمحاربة الإنجليز، وكانت معركة العلمين إحدى جولات الحرب العالمية الثانية، ودارت رحاها بالصحراء الغربية فى مثل هذا اليوم 23 أكتوبر 1942. بدأ البريطانيون الهجوم على القوات الألمانية فى ليل 23 أكتوبر، ما أسفر فى اليوم التالى عن مقتل قائد قوات المحور فى شمال إفريقيا الألمانى فون شتومة، وتبعه فى القيادة ريتر فون توما لحين عودة إرفين روميل من العلاج فى ألمانيا. وبالفعل تمكن «روميل» من العودة فى 26 أكتوبر ليقود الجبهة بنفسه، ولكن المعركة سارت فى صالح البريطانيين، وبعد تيقن القائد الألمانى من تفوق خصمه وصعوبة صد الهجوم، حاول إقامة خط دفاع فى مدينة «فوكة» والتراجع إلى ليبيا. استمرت المعركة حتى 11 نوفمبر، وأسفرت عن تفوق ساحق لقوات الحلفاء على قوات المحور، ويرجع التفوق الكبير للقوات البريطانية إلى عدة عوامل، ومنها قرب طريق الإمدادات حيث اعتمدوا على ميناء الإسكندرية الذى يبعد 110 كيلومترات، وميناء السويس الذى يبعد 345 كيلومترا، فيما كان ميناء طبرق هو أقرب نقطة إمدادات لقوات المحور ويبعد حوالى 590 كيلومترا، ما شكل مشكلة وأزمة كبيرة للقوات الألمانية، بالإضافة إلى تعرض خط إمداداتهم لغارات من جزيرة مالطا. كما كان الحلفاء على علم تام بكل تحركات قوات المحور، بعد فك شفرة الاتصالات الألمانية، التى ظلوا يستخدمونها طيلة 6 سنوات، لاعتقادهم استحالة كشفها، ما جعل كل تحركات وخطط قواتهم مكشوفة أمام «مونتيجمري» قائد قوات الحلفاء فى شرق إفريقيا.