يحتفل العالم اليوم باليوبيل الماسي وإحياء الذكرى 75 لمعركة العلمين ونهاية الحرب العالمية الثانية، وذلك بمقابر دول الكومنولث التى ترعاها إنجلترا وتنظم الاحتفالية هذا العام. وفي تلك المنطقة من أرض مصر، دارت رحى احدى أهم معارك الحرب العالمية الثانية.. معركة العلمين الشهيرة التي كانت نقطة تحول لمصلحة قوات الحلفاء بقيادة الجنرال مونتجومري على قوات المحور بقيادة ثعلب الصحراء المارشال إرفن روميل. وتعد معركة العلمين واحدة من أهم معارك التحول في الحرب العالمية الثانية حيث كانت لنتائجها تأثيرات بالغة على مسار الحرب العالمية بشكل عام. ومعارك العلمين الأولى والثانية والتي دارت خلال الفترة من أول يوليو وحتى 4 نوفمبر عام 1942، كانت فاصلة في مسيرة الحرب، وشهدت أعنف واشرس معارك للدبابات في التاريخ. وكانت هزيمة قوات المحور في هذه المعركة بداية توالت بعدها الهزائم حتى انتهت الحرب بانتصار قوات الحلفاء على المحور. فقد وصلت قوات روميل الى العلمين وتعمقت فى المنطقة التى كان يتحصن بها روميل وقواته، بعد عدم وصول الإمدادات الكافية التي تؤهله لمهاجمة الجيش الثامن الإنجليزي بقيادة الجنرال «مونتجومري»، والذي أدرك عدم جاهزية القوات الألمانية والإيطالية التي يقودها روميل، فحدد موعدا للهجوم، ووضع خطة تستهدف القضاء على جميع قوات المحور في منطقة شمال إفريقيا، تمهيدًا لنزول القوات البريطانية والأمريكية إلى الساحل في 8 نوفمبر 1942. كان روميل يدرك أن المواجهة المباشرة مع الجيش الثامن البريطاني سوف تتسبب في خسائر فادحة لقواته، وينتهي به الأمر إما مقتولًا أو أسيرًا في يد عدوه، وفي الوقت نفسه فإن الجيش الألماني كان مشغولا بمعاركه في روسيا، ولم يرسل له الإمدادات الكافية للمواجهة، فقرر اعتماد سياسة الانسحاب وتعطيل الجيش الإنجليزي مع توريطه في مواجهات غير مباشرة تتسبب في خسائر فادحة له، وفي الوقت نفسه قوى من دفاعاته استعدادًا للمعركة. ووصل عدد قوات البريطانيين في هذه المعركة الى 195 ألف جندي، مقابل 104 آلاف جندي من قوات المحور، و1029 دبابة بريطانية مقابل 489 دبابة ألمانية، و2311 مدفعا بريطانيا، مقابل 1219 للمحور، و750 طائرة بريطانية مقابل 675 لقوات روميل، الأمر الذي منح الأفضلية للإنجليز، إضافة إلى أن طريق الإمدادات بالنسبة للبريطانيين كان قصيرًا، حيث إن ميناء الإسكندرية لا تبعد سوى حوالي 110 كيلومترات عنهم، في حين أن أقرب ميناء لقوات روميل، هو طبرق بليبيا، والذي يبعد أكثر من 2100 كم. بدأت المعركة، وسرعان ما تحولت إلى مطاردة للجيش الألماني، الذي نجح بالرغم من ضعف إمكانياته وغياب الإمدادات في تكبيد الجيش البريطاني خسائر فادحة، وفي يوم 4 نوفمبر، لم يعد روميل قادرا على تنفيذ أمر هتلر بالصمود، فبدأ الانسحاب إلى فوكة في الغرب، وانتهت المعركة في 8 نوفمبر، بعد أن قطع الجيشان مسافة 2300 كم، حتى وصلا إلى تونس، التي شهدت آخر المعارك الحاسمة في إفريقيا، وانتهى بموجبها وجود قوات المحور في القارة. وجاءت هزيمة الألمان والايطاليين في العلمين وتراجعهم إلى ليبيا، ومحاصرتهم بقوات الحلفاء في مصر وتونس والجزائر، والخسائر الفادحة التي منيت بها اليابان في الصين والمقاومة الشرسة التي واجهتها هناك لتترك تأثير بالغ في التعجيل بنهاية الحرب العالمية الثانية ووقف المزيد من نزيف الدم. وتخليدا لمعركة العلمين، أقيم متحف حربي يحكي سير المعركة وخرائطها ونماذج من الأسلحة المستخدمة خاصة الاسلحة الثقيلة من مدافع مختلفة الطرازات والأعيرة، والدبابات والمدرعات والسيارات والطائرات من الصناعات الألمانية والايطالية والبريطانية وحتى الأمريكية، فضلا عن الأسلحة الخفيفة. ولا تقتصر مأساة معركة العلمين على ما خلفته من قتلى، فقد تركت وراءها أيضا نحو 20 مليون لغم وجسم قابل للانفجار منتشرة من غرب الاسكندرية وحتى الحدود الليبية، وبمساحة تبلغ نحو 683 ألف فدان. وتم تطهير مساحات واسعة من تلك الاراضي الملوثة بالألغام بواسطة القوات المسلحة المصرية.