يشارك الفيلم المصري التونسي الجزائري «أوغسطينوس.. ابن دموعها» ضمن فعاليات المسابقة الرسمية لمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي في دورته الثالثة والثلاثين، وهو العمل السينمائي الأول الذي يتناول حياة الفيلسوف والمفكر الديني المسيحي من خلال إنتاج مشترك بين مصر وتونس والجزائر وفرنسا. وقد أقامت إدارة المهرجان احتفالية لعرض الفيلم أول أمس الثلاثاء، بدار الأوبرا بالإسكندرية، بحضور صُناع العمل، إلى جانب إقامة حفل موسيقى بقيادة المايسترو الجزائري سليم دادة. يذكر أن سيناريو العمل قد استغرق الانتهاء منه أكثر من سبعة أشهر، حسبما صرح المخرج سامح سامي، كاتب السيناريو والحوار للفيلم، وذلك لما تحتويه حياة الفيلسوف أوغسطينوس من ثراء درامي وأحداث هامة، احتاجت إلى التدقيق والصياغة الدرامية المناسبة لشخصية بهذه القيمة الكبيرة، كما استغرق تصوير الفيلم أكثر من سنة ونصف السنة، نظرًا لقيام فريق العمل بالتصوير في الأماكن الحقيقية التي شهدت حياة أوغسطينوس بين، الجزائر وتونس وفرنسا وإيطاليا. وعن شخصية أوغسطينوس قال الممثل التونسي أحمد أمين بن سعد، الذي جسد شخصية أوغسطينوس، ل«البوابة» إنه سعيد للغاية بتجسيد هذه الشخصية، حيث يرى أنه شبيه بها للغاية فى حياته الشخصية، فهو رغم ديانته الإسلامية وإيمانه الشديد بها، أوضح أنه مر بمراحل شك فى معتقده مثلما فعل أوغسطينوس في حياته، حيث يتخذ من الإمام أبو حامد الغزالي وابن رشد مثلا أعلى له في الوصول إلى اليقين الإيماني عن طريق الشك والبحث والتأكد، وهو ما حدث مع الفيلسوف أوغسطينوس الذي انتقل من الديانة المانوية إلى الأفلاطونية المحدثة، ثم إلى المسيحية التي أنهى بها حياته، ولذا يشعر بن سعد بأن أوغسطينوس هو من اختاره لتجسيد شخصيته وليس بن سعد الذي اختار أوغسطينوس. وعن أصعب وأهم المشاهد التى جسدها بن سعد، كان مشهد تعميد أوغسطينوس للدخول إلى الديانة المسيحية، حيث أوضح أنه من كثرة اهتمامه ودراسته للشخصية واندماجه فى تجسيدها شعر للحظات بحالة اضطراب أثناء تجسيد هذا المشهد، لما شعر به من اضطراب وتشويش بين من الذى يعمد الآن، هل بن سعد أم أوغسطينوس؟ كما أشار إلى أن مشهد دخول أوغسطينوس للمرة الأولى إلى الكنيسة في ميلانو، يشبه تمامًا دخوله للمرة الأولى إلى المسجد ووصوله إلى اليقين الديني الذي يعيش به.