«ابن دموعها» فيلم يتناول حياة أغسطينوس وينتظر مهرجان فينيسيا انتهى المخرج د. سمير سيف من تصوير فيلمه الجديد «ابن دموعها»، الذى يحكى قصة حياة القديس أغسطينوس، ويشارك فى بطولته محموعة من فنانى دول المغرب العربى ليسوا من نجوم الصف الاول. وقال مولف الفيلم سامح سامى ان العمل صور فى الجزائروتونسوفرنسا وسيتم دبلجته إلى ست لغات وسيتم عرضه فى عدة دول عربية وأجنبية فى نفس الوقت وخاصة فى دول الشمال الافريقى، بالاضافة إلى ان الفيلم مرشح للمشاركة فى مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى فى دورته القادمة. واضاف ان الفيلم ينتمى للاعمال السينمائية ذات الميزانية الكبيرة، وقد تم تصوير احداثه فى اماكنها الطبيعية التى مر خلالها الفيلسوف فى كل من تونسوالجزائر وباريس التى صورت فيها امس اخر مشاهد الفيلم، والعمل يتناول قصة حياة القديس والفيلسوف الجزائرى الأصل أوغسطينوس، الذى ينحدر من أصول أمازيغية، وولد فى القرن الرابع الميلادى عام «354» فى منطقة طاغست «سوق هوس بالجزائر حاليا» التى كانت تقع تحت سيطرة الحكم الرومانى حينئذ، ثم انتقل إلى قرطاج لإتمام دراسة الفلسفة وعلم البيان، وعلم الإقناع والخطابة، الذى عمل بتدريسها فيما بعد بمدينتى طاغست وقرطاج لينتقل بعدها للتدريس فى جامعة ميلانو بعد أن اختاره الوالى الرومانى لهذه المهمة عام 384 ليتحول أثناء فترة تدريسه بها من الإيمان بالديانة المانوية «الزنادقة»، نسبة إلى «مانى» الذى حاول الجمع بين الديانات المسيحية والبوذية والزرادشتية، إلى محارب لها ليتحول إلى مذهب الأفلاطونية المحدثة، ومنه للمسيحية بعد الإبحار فى العديد من المذاهب الدينية والفلسفية التى حاول من خلالها البحث عن معنى للحياة. وتوفى الفيلسوف أوغسطينوس عام 430 عن عمر يناهز ال75عاما أثناء اقتحام قبائل «الفندال»، إحدى القبائل الجرمانية الشرقية التى اقتطعت جزءا من الإمبراطورية الرومانية وأسست دولة لها مركزها مدينة قرطاج، لأسوار مدينة «هيبو»، والذى كان أحد المؤسسين والمشجعين لمقاومة هجومهم على منطقة شمال إفريقيا، ولُقب هذا الفيلسوف ب«ابن الدموع أو ابن دموعها» نسبة إلى أمه التى ظلت تبكى عليه لسنوات طويلة نظرا لاعتناقه الديانة المانوية الوثنية. وقال سامح سامى ان تناول القصة يتم من خلال خطين متوازيين الاول لشخصية القديس والثانى لمخرج جزائرى اسمه خادى، كاد ان يفقد الامل فى تحقيق احلامه، إلى ان يتم ترشيحه لعمل فيلم تسجيلى عن القديس، وهادى الذى شعر فى فترة سابقة بضياع احلامه وانه قرر السفر للخارج، يعود للجزائر لكى يصور هذا الفيلم التسجيلى، وطوال الوقت تشعر بالتشابه بين شخصية المخرج وحياته ورحلة القديس اغسطينوس، حيث كان هادى على علاقة بفتاة فى فرنسا وحملت منه لكنه لا يريد ان يعترف بالمولود القادم، وفى نفس الوقت كان الفيلسوف القديس يعيش مع امرأة ولم يتزوجها رغم انجابه طفل منها، فالفيلم هو مزيج بين القديم والمعاصر وكأن ما دار بالامس فى الماضى يدور اليوم فى الحاضر.