عشية استفتاء يوم الاثنين، حول مستقبل كردستان العراق، قامت القوات المسلحة الإيرانية بتدريبات عسكرية كبيرة على الحدود بين إيرانوالعراق، حيث حذرت طهران الأكراد من عدم المضي قدما في الاستفتاء. وفي الوقت نفسه، أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وهي الجهة المسئولة عن صياغة الاستراتيجية الأمنية للبلاد وإبلاغها، أنها ستوقف جميع الرحلات الجوية من وإلى المطارات الرئيسية في إقليم كردستان والسليمانية وأربيل، حيث قالت طهران: إن المجلس اتخذ هذه الخطوة بعد أن طلبت منه بغداد القيام بذلك. كل هذا النشاط ليس غريبا في منطقة تعاني من الصراع والإرهاب، حسبما ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، والتي أضافت أن الاستفتاء الكردي قد يكون مجرد أكبر تحد في إيران في الأونة الأخيرة بجانب الاتفاق النووي مع امريكا. والآن وبعد أن صوت الأكراد لصالح الاستقلال رغم المعارضة الإقليمية والدولية، سيبدأون على الأرجح عملية تفاوض طويلة ومتعددة الطبقات لتحقيق الانفصال. العلاقات بين إيران والأكراد الآن ليست على ما يرام، فما يحدث الأن في العراق من إستفتاء من قبل الأكراد للانفصال أمرًا لا يرضي نظام المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، والذي يرى أن إنفصال الأكراد عن العراق أمرًا يجب القلق بشأنه. إيران صرحت من قبل بأن التدخل العسكري وارد بشكل كبير إذا إنفصل الأكراد عن العراق، وهو الامر الذي توضحه النتائج حتى الأن. ويتخوف الأكراد في حالة تأييد الانفصال من مواجهة ثلاثية، تتمثل في إمكانية تدخل عسكري محتمل من قبل عدد من الدول مثل تركيا، وإيران، والعراق، فتركياوإيران اجتمعتا على أن هذا الاستفتاء بمثابة زعزعة استقرار للمنطقة، وأما العراق فأكد أيضًا احتمالية التدخل العسكري ضد الأكراد، وهذا هو السيناريو القائم حتى الأن، في الوقت الذي تخشى فيه إيران بنسبة كبيرة حدوث نفس السيناريو بالأكراد الذين يتواجدون بالبلاد. إيران لديها علاقة طويلة الأمد مع الأكراد العراقيين، وهي الدولة الوحيدة في المنطقة التي يحافظ فيها عدد كبير من السكان الأكراد على علاقات لائقة معهم، وأعطت إيران للأكراد مزيدا من الاهتمام منذ عام 2014، عندما أيدت إيران بعض الجهود الكردية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي. قبل الثورة الإسلامية عام 1979، قدم الشاه الدعم للأكراد في العراق، في تلك السنوات، أيدت إيران، التي انضمت إليها إسرائيل والولاياتالمتحدة، تمردا كرديا ضد حكومة البكر في العراق. في ذلك الوقت، كان دعم طهران للأكراد يخدم أغراض رئيسية منها مخاوف الشاه محمد رضا بهلوي حينها ومعه الولاياتالمتحدة من انتشار الشيوعية في الشرق الأوسط.