يستعد الأكراد لإجراء استفتاء للدعوة إلى انفصال إقليم كردستان عن العراق، والتوجه للحكم الذاتي، وذلك في الموعد 25 سبتمبر المقبل، وتم تحديد هذا التاريخ خلال اجتماع في إربيل رأسه مسعود برزاني، رئيس الإقليم، وذلك بعد الاتفاق مع كبار المسئولين وقيادات الأحزاب السياسية بالإقليم، ومن المتوقع أن تواجه عملية الاستفتاء مجموعة من الصعوبات والعقبات الداخلية والخارجية. العقبات الخارجية تتمثل في رفض عدد من الدول إجراء عميلة الاستفتاء، أو النية لانفصال الإقليم عن العراق، ومن بين هذه الدول الولاياتالمتحدةوتركياوإيرانوروسيا وسوريا. واشنطن حذرت الولاياتالمتحدة، من إجراء استفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق الذي سيشتت الانتباه عن محاربة تنظيم داعش، وبحسب ما ذكرته وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها «نقدّر تطلعات إقليم كردستان العراق لإجراء استفتاء الاستقلال لكن إجراءه سيصرف الانتباه عن الحرب ضد تنظيم الدولة، وبالتالي نشجع السلطات الكردية في العراق للتواصل مع الحكومة المركزية العراقية بشأن القضايا المهمة». تركيا اعتبرت تركيا أن خطة أكراد العراق لإجراء استفتاء على الاستقلال بأنها «غير مسئولة»، خاصة في وقت تعج فيه المنطقة بالمشاكل، وبحسب ما جاء علي لسان رئيس الوزراء التركي أن هناك رغبة كي يعيش العراقيون جميعهم معا كأمة واحدة، بالإضافة إلي ما تمر به المنطقة من أزمات والتوجيه للاستفتاء أمرا ليس صائبا. روسيا أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن موقفها تجاه ما يجرى لها من استعدادات من قبل مسئولي حكومة إقليم كردستان للانفصال عن العراق، ووفقا لما ذكرته المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي فأن روسيا تعلن دعمها لوحدة الأراضي العراقية، داعية إلى تسوية كافة الخلافات بين كردستان العراق وبغداد من خلال الحوار، بالإضافة إلى احترام ومراعاة الحقوق المشروعة لجميع الطوائف والمجموعات القومية دون شروط. إيران رفضت طهران مشروع الأكراد لسعيهم في الانفصال عن العراق، ووفقا لما ذكره المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أن القرارات المنفردة والبعيدة عن المعايير والأطر الوطنية والشرعية، ستؤدي إلى المزيد من المشاكل وتفاقم الأوضاع الأمنية في العراق، بحسب ما جاء في وكالة فارس نيوز الإيرانية. رفض الحكومة العراقية المركزية داخليا أعربت الحكومة العراقية عن معارضتها لأي مساع من جانب السلطات الكردية لإعلان انفصال إقليم كردستان عن البلاد، وبحسب ما أورده المتحدث باسم رئاسة الوزراء سعد الحديثي أن أي موقف أو خطوة تتخذ من أي طرف في العراق يجب أن تكون مستندة إلى الدستور وأي قرار يخص مستقبل العراق المُعرف دستوريا بأنه بلد ديمقراطي اتحادي واحد ذو سيادة وطنية كاملة يجب أن يراعي النصوص الدستورية ذات الصلة.
وأكد المتحدث باسم رئاسة الوزراء أن مستقبل العراق ليس خاصا بطرف واحد دون غيره، بل هو قرار عراقي وكل العراقيين معنيون به، مشيرا إلى أنه لا يمكن لأي طرف وحده أن يحدد مصير العراق بمعزل عن الأطراف الأخرى.