ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن القوى الإقليمية والحكومة المركزية العراقية هددت يوم أمس، بفرض عقوبات اقتصادية تعجيزية والقيام بعمل عسكري ضد إقليم كردستان بشمال العراق، بعد يوم من الاستفتاء على انفصال الإقليم عن الدولة العراقية، وهو ما يفجر أزمة جديدة في منطقة تموج بالحروب الأهلية والمعارك القتالية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي. ونقلت الصحيفة -في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني- عن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قوله: إن قادة الأكراد ارتكبوا "خطأ استراتيجيا وتاريخيا" بعد أن سمحوا بإجراء الاستفتاء، ومنحهم مهلة حتى يوم الجمعة القادمة لتسليم السيطرة على المطارات والحدود في شمالي العراق إلى الحكومة الفيدرالية، وإلا سيتم تعليق الرحلات الدولية إلى إقليم كردستان. وأشارت الصحيفة إلى أن العبادي أكد أيضا أن أي عائدات نفطية من إقليم كردستان -وهو شريان الحياة الاقتصادي شديد الأهمية لهذه المنطقة شبه المستقلة- يجب أن تعود إلى بغداد، على الرغم من أنه لم يحدد موعدا نهائيا لتلبية مطلبه. وأضافت الصحيفة: "أن هذه الأوامر تعد أحدث دلالة على أن الحكومة المركزية العراقية، جنبا إلى جنب مع تركيا وإيران، متمسكة بتعهداتها بالحيلولة دون الانفصال الكردي عن العراق". من جانبهم، اعتبر قادة الأكراد أن تصويت الاستفتاء غير الملزم سوف يمنحهم النفوذ لاستئناف المحادثات المتوقفة مع الحكومة العراقية بشأن تقاسم العائدات والحدود، على الرغم من تحذيرات الولاياتالمتحدة بأن هذا الاستفتاء قد يزعزع استقرار الدولة وربما المنطقة برمتها. بدوره، صعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم أمس من انتقاداته لاستفتاء كردستان، واصفا إياه ب"الخيانة" ضد تركيا، وهدد بفرض حصار خانق على المنطقة الكردية في شمال العراق. وعلقت الصحيفة بالقول:"إن تصريحات أردوغان في هذا الشأن تعد الأخيرة ضمن سلسلة من التحذيرات أطلقها مسئولون أتراك وقادة إقليميون آخرون حول التصويت، الذي يعتبره العديد من الأكراد العراقيين خطوة حاسمة نحو حلمهم المؤجل في تقرير المصير". وأبرزت الصحيفة أنه على الرغم من عدم الإعلان عن النتائج الكاملة لعملية الاستفتاء حتى الآن، إلا أن المسئولين يتوقعون أن تخرج النتيجة النهائية بنعم بأغلبية ساحقة، وهو ما يعد الخطوة الأولى على طريق انفصال كردستان عن بغداد. كما نقلت "واشنطن بوست" عن رئيس حكومة إقليم كردستان مسعود برزاني قوله، ردا على تصاعد الانتقادات من جانب بغداد وأنقرة وطهران، إن الاستفتاء لا يعني أننا سنرسم حدودا جديدة على الفور، لكنه بداية لبدء مناقشات حول كيفية أن نصبح "جيران طيبين". وأخيرا، ذكرت الصحيفة الأمريكية أن استفتاء كردستان لاقى اعتراضات واضحة من جميع حلفاء الأكراد وجيرانهم، بما فيهم الولاياتالمتحدة وإيران، فضلا عن تركيا، التي حاربت طيلة عقود مساعي أكرادها لنيل الانفصال في الداخل، والتي ردت بقلق متزايد بشأن إمكانية اكتساب الجماعات الكردية في باقي المنطقة القوة والنفوذ عبر حدودها المشتركة مع سورياوالعراق.