هل يوقف الضغط الدولي قطار الانفصال الكردستاني؟

سبعة أيام فقط تفصلنا عن موعد الاستفتاء، المزمع عقده في 25 سبتمبر الجاري، على انفصال إقليم كردستان العراق، الأمر الذي يثير مخاوف دولية وإقليمية من إمكانية نشوب صراع عرقي في المنطقة المضطربة بالفعل بسبب الحروب الأهلية والجماعات المتطرفة.
وعلى الرغم من الرفض الدولي والإقليمي لمحاولات إجراء الاستفتاء، فإن رئيس الإقليم، مسعود بارازاني، يبدو مصرا على المضي قدما في طريق الانفصال.
فكانت الأمم المتحدة قد قدمت، أول من أمس السبت، مقترحا يقضي بالعدول عن الاستفتاء المرتقب، في مقابل المساعدة على التوصل إلى اتفاق شامل حول مستقبل العلاقات بين بغداد وأربيل في مدة أقصاها ثلاث سنوات.
وبحسب الوثيقة الأممية، فإن المقترح يقضي بشروع الحكومة العراقية وحكومة الإقليم على الفور ب"مفاوضات منظمة، حثيثة، ومكثفة من دون شروط مسبقة وبجدول أعمال مفتوح على سبل حل كل المشاكل، تتناول المبادئ والترتيبات التي ستحدد العلاقات المستقبلية والتعاون بين بغداد وأربيل".
لكن رئيس الإقليم الشمالي، أبقى موعد الاستفتاء، معتبرا أن المقترحات المقدمة حتى الساعة غير كافية.
من جانبها، هددت إيران بإغلاق حدودها مع إقليم كردستان العراق ووضع حد لكل الاتفاقات الأمنية معه في حال أجرى الاستفتاء حول استقلاله عن السلطة المركزية في بغداد.
وصرح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني للتلفزيون، قبل بضعة أيام من الاستفتاء، أن "انفصال المنطقة الكردية عن الدولة العراقية سيعني إغلاق كل المعابر الحدودية الإيرانية مع الكيان الجديد، كما يعني نهاية الاتفاقات الأمنية والعسكرية بين إيران ومنطقة كردستان".
وعلى الجانب التركي، رفضت أنقرة الاستفتاء، كما هددت باتخاذ أي خطوات مطلوبة بشأنه. إذ قال رئيس الوزارء التركي، بن علي يلدريم، إن الاستفتاء على الانفصال المزمع إجراؤه في إقليم كردستان شمالي العراق يعد قضية أمن قومي بالنسبة لتركيا.
كما وصف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في مقابلة صحفية أجراها الجمعة الماضية، قرار المضي قدما في الاستفتاء بأنه "خطأ كبير".
من جهته، قال البيت الأبيض إن "الولايات المتحدة لا تؤيد حكومة إقليم كردستان بشأن الاستفتاء المقرر الشهر الجاري"، مضيفا أن "إجراء استفتاء في المناطق المتنازع عليها يعتبر عملية استفزازية ومزعزعة".
كما دعا حكومة إقليم كردستان إلى إلغاء الاستفتاء والبدء بحوار جاد وهادف مع بغداد، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لرعايته".
وعلى الصعيد الداخلي، أصدر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم الاثنين، أمرا بوقف إجراءات استفتاء إقليم كردستان المثير للجدل، كما أمرت المحكمة الاتحادية العليا في العراق بتعليق الاستفتاء لحين البت في دستوريته.
وأشار الحساب الرسمي للعبادي على موقع "فيسبوك" إلى أن رئيس الوزراء "وجه طلبا إلى المحكمة الاتحادية بشأن عدم دستورية اجراء انفصال أي إقليم أو محافظة عن العراق، وكذلك أصدر أمرا ولائيا بإيقاف إجراءات استفتاء انفصال إقليم كردستان" مضيفا أن المحكمة وافقت على الطلب.