نقص التمريض يهدد مستقبل "الكبد القومي" في المنوفية.. "ملف"

عميد المعهد: نجحنا فى إلغاء قوائم الانتظار.. وجراحات تجرى للأطفال مجانًا
«معهد القومى للكبد بالمنوفية» من أهم المراكز الطبية فى مصر، بل الوحيد الذى تخصص فى علاج أمراض الكبد منذ نشأته، على يد مؤسسه الدكتور يس عبدالغفار عام 1986، وكان قبلة لمرضى الكبد من كل محافظات مصر ومن الدول العربية أيضا، حيث كان أول معهد تخصص فى هذا المرض.
«البوابة» قامت بزيارة المعهد للوقوف على دوره فى منظومة علاج أمراض الكبد، والآليات التى يتبعها، وحجم التطوير بالمعهد الذى يضم 450 سريرا، والذى كان قد تعرض لمرحلة من الإهمال قبل ثورة يناير، وبعدها بدأت عملية تطوير جديدة به تكلفت 5 ملايين جنيه عقب حملة تبرعات واسعة، كما يقول الدكتور هشام عبدالدايم عميد المعهد، مشيرا إلى وجود بعض المشكلات التى تواجه المعهد، منها العجز الواضح فى طاقم التمريض، فضلا عن عجز الميزانية المخصصة له خاصة مع ارتفاع أسعار الدواء والمستلزمات الطبية.
العاملون بمعهد الكبد القومى
نقص التمريض مشكلة كبيرة
ويؤكد د.هشام عبدالدايم على أن المعهد رغم افتتاح أقسام جديدة به يتعرض لضغوط كبيرة، منها تزايد عدد المرضي، مع نقص طاقم التمريض لدرجة أن الكثير منهم يضطر للعمل 24 ساعة لتقديم الخدمات للمرضى، مشيرا إلى أن مهمة المعهد ليست تقديم العلاج فقط، وإنما هو معهد بحثى كمايقول فى المقام الأول، لافتا إلى أنه يمنح درجات علمية متخصصة فى علاج أمراض الكبد، ومن ثم تم تعديل لائحة الدراسات العليا للتسهيل على الأطباء، مشيرا إلى أن العنصر البشرى وتدريبه يعد العامل الأهم لدى المعهد إلى جانب الشق العلاجى.
مصر خالية من فيروس سى
ويشير د. هشام إلى أنه رغم تلك المشاكل والصعوبات التى يعانيها المعهد، إلا أنهم نجحوا فى إلغاء قوائم الانتظار، مضيفا أنه لو حدث تأخير فإن سبب ذلك إجراءات إدارية «توقيع أوراق، إجراء تحاليل» لافتا إلى قيام معهد الكبد بإجراء ما يقرب من ألف عملية كبرى فى مجال زراعة الكبد وعلاج أورام الكبد فضلا عن عدد كبير من العمليات الصغيرة، مضيفا أن المعهد يضم 8 غرف عمليات مجهزة بأحدث التجهيزات على مستوى العالم، إضافة إلى غرفتين بنظام الكبسولة الكاملة و3 غرف نصف كبسولة، ويؤكد د. هشام على أن جراحات زراعة الكبد تجرى للأطفال من عمر 6 شهور إلى 17 عاما مجانا فيما تتكلف بالنسبة للكبار حوالى 30 ألف جنيه، موضحا أن المعهد يضم إلى جانب ذلك وحدة للقسطرة التشخيصية والعلاجية، تضم جهاز قسطرة ذا إمكانيات عالية فى مجال الأشعة التشخيصية والعلاجية ويعد الثالث من نوعه فى مستشفيات مصر، وهو جهاز يستخدم فى تشخيص وعلاج أمراض الكبد وأورام القنوات المرارية، وتركيب دعامات لهذه القنوات، والتصريف الداخلى والخارجى للصفراء الناتجة عن انسداد القنوات المرارية، وتركيب الدعامات بين الوريد الأجوف السفلى والوريد البابى، كذلك حالات الاستسقاء الصعبة، ونزيف الجهاز الهضمى، إلى جانب تشخيص أمراض الأوعية الدموية، وتركيب دعامات الشرايين الطرفية، وتركيب الفلاتر فى الأوردة فى حالات جلطات الساق.
وعن الحديث فى العلاج الذى يقدمه المعهد يقول: حديثا تم استحداث وحدة «الكروماتوجرافيا» لتشخيص الأمراض الوراثية، مضيفا أنها تقدم خدمة طبية مميزة، حيث يتم استقبال المرضى والكشف عليهم وإجراء فحوصات وتحاليل لهم وتسليم النتائج خلال 10 أيام من تاريخ استلام العينة، مؤكدا توافر علاجات «ج فيروس سي» وكذلك إجراء الفحوصات والتحاليل مجانا على نفقة الدولة لغير القادرين، وذلك بوحدة الفيروسات الكبدية، مؤكدا أن العلاج متاح للمرضى الذين ليس لديهم تأمين صحى لأى مريض من محافظات الجمهورية، مؤكدا أن المعهد أجرى مسحا شاملا للعديد من القرى فى جميع محافظات مصر، على أيدى فرق كاملة من الأطباء والممرضين، لسحب العينات وإجراء المسح الشامل، لتحقيق هدف إعلان مصر خالية من «فيروس سى».
النائب فخرى طايل عضو مجلس النواب
أدوار مغلقة لعدم توافر ممرضات
ومع كل تلك النواحى الإيجابية التى يقدمها المعهد، إلا أن النائب فخرى طايل عضو مجلس النواب عن دائرة «الشهداء وتلا» بالمنوفية، قال: إنه تقدم بطلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء، مطالبا فيه باستغلال هذا الصرح الطبى الكبير بشكل أمثل لعلاج مرضى الكبد، لافتا إلى إهدار المال العام هناك.
حيث الدور السادس بالمعهد المجهز بأحدث الأجهزة مغلق لعدم توفر أطقم تمريض، كذلك الدور الثالث المغلق أيضا لنفس السبب، مطالبا الحكومة بتوفير أطقم تمريض لتشغيل الدورين بكامل طاقتهم، مطالبا بعرض الطلب على لجنة مشتركة من لجنتى الصحة والتعليم، وعقد اجتماع طارئ لمناقشته، واستدعاء وزير التعليم العالى والبحث العلمى للرد عليه خاصة أن مرضى الكبد يعانون أشد المعاناة لعدم وجود أماكن بالمستشفيات والمراكز الصحية المتخصصة فى علاج مرضى الكبد، مطالبا بإنشاء معاهد تمريض جديدة متخصصة فى دعم جراحات وعمليات مرضى الكبد، خاصة أنها تعد جراحات متخصصة تحتاج إلى تخصصات ذات كفاءة عالية ومتخصصة حتى فى مهنة التمريض.