الدوحة أعلنت عودة سفيرها إلى طهران لاستئناف مهامه، وتطوير التعاون بين قطروإيران، وسط ترحيب رسمى من إيران، إذ سحبت الدويلة سفيرها تضامنًا مع السعودية فى يناير 2016 فى أعقاب الاعتداءات التى استهدفت سفارة المملكة فى طهران، ومن الواضح أنها كانت «تمثيلية»، أو أتى هذا التصرف تعبيرًا عن غضب الدوحة من استقبال السعودية للشيخ عبدالله بن على آل ثان حفيد مؤسس قطر الذى كان له دور كبير فى حل أزمة الحجاج القطريين، وهو ما وصفه أنور قرقاش، وزير الدولة للشئون الخارجية لدولة الإمارات ب«المكابرة والمراهقة». وعلى الرغم من أن قائمة مطالب دول الرباعى العربى المقاطعة لقطر تضمنت بندا بضرورة إعلان قطر رسميًا عن خفض التمثيل الدبلوماسى مع إيران وإغلاق الملحقيات، ومغادرة العناصر التابعة والمرتبطة بالحرس الثورى الإيرانى من الأراضى القطرية، والاقتصار على التعاون التجارى بما لا يخل بالعقوبات المفروضة دوليًا وأمريكيًا على إيران، وبما لا يخل بأمن مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقطع أى تعاون عسكرى أو استخباراتى مع إيران، إلا أن قطر واصلت التحريض ضد دول الخليج. لكن للدويلة وجهًا آخر مع «ماما أمريكا»، فالدوحة أبلغت واشنطن أن قرارها بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران لا يمثل زيادة التعاون مع طهران، إنما يهدف إلى إظهار استياء قطر من السعودية. وهذا يفسر ما تقوم به البحرين وبعض الدول العربية الأخرى من توثيق جرائم قطر، وهو الإجراء الطبيعى الذى يتوجب التقدم به إلى المحكمة الجنائية الدولية، خاصة أن حكام قطر ارتكبوا جرائم كبرى بحق البحرين والسعودية ومصر وليبيا وسوريا والعراق والعديد من البلدان، وحاكت المؤامرات ضد هذه الدول التى بدأت عن طريق أكاديمية التغيير عام 2006 على يد صهر القرضاوى وبتعليمات مباشرة، ودعم مالى مباشر من حكام قطر، ومنذ هذا الوقت بدأت المؤامرة تظهر بشكل كبير، وكان الهدف هو إسقاط النظام الإقليمى العربى لحساب قوة معادية للأمة العربية، وهو ما ساهمت فيه إيران وتركيا على حد سواء، وإن كانت مواقفهم مختلفة تجاه الملف السوري، الفيلم الوثائقى الذى نشره التليفزيون البحرينى أكاديمية «التغيير»، فضح الدور المشترك لكل من قطر والإخوان منذ عام 2011 وحتى الآن لزعزعة استقرار المنطقة العربية، وكيف استعانت الدوحة بالجماعة ومولتها لتدشين مؤسسات داخل الدوحة وخارجها، بهدف تدريب الشباب على نشر الفوضى وتغيير الأنظمة العربية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى دول الخليج لن تقف مكتوفة الأيدى إزاء توطيد العلاقة بين دويلة قطروإيران، وتواجدها بشكل فاعل بالمنطقة العربية «سوريا، لبنانوالبحرين والسعودية»، فالأمر خرج عن إطار العلاقات الدبلوماسية العادية إلى التحالف فى مواجهة الأمة العربية. بالطبع عندما تكون هناك مشكلة ما، ابحث عن المستفيد، فإيران استفادت من الأزمة، فأرسلت المواد الغذائية وفتحت مجالها الجوى أمام الخطوط القطرية، وعرضت أنقرة إرسال قوات إضافية إلى قواتها الموجودة فى الدوحة، كما أرسلت إمدادات بما فى ذلك مواد البناء كمستفيد آخر من الأزمة. ولكننى لا أتفهم موقف الرباعى الدولى من الصمت عن التصعيد فى المطالبة بتعويضات عن خسائرنا نتيجة دعم قطر للإرهاب بشكل غير مبرر وغير مسؤول، وأسفر عن ضياع مقدرات الدول العربية وتغلغل النفوذ الأجنبي بكل البقاع العربية، ولا توجد دولة إلا وبها سيطرة خارجية على مقدراتها، وقد تكون تدار بتوجيهات من الخارج، ولدينا سوريا تتواجد بها فرنساوأمريكاوإيران، وكل دول العالم تجرأت على الشعوب العربية وتدخلت فى شئونها، وهذا بسبب سياسة غير مسئولة واستغلال قطر لأموالها فى الخراب.