من جديد.. عادت الأمراض الاجتماعية تطل برأسها، فى ثوب أقبح كثيرًا مما خلفته فى الآونة الأخيرة، ورغم سعى الدولة الحسيس للتماسك والترابط بين أواصر المجتمع، إلا أن القتل وسفك الدماء داخل محيط الأسرة وانتهاك الأعراض، والعبث بمقدرات الناس، بات واقعًا مؤلمًا يهدد بانهيار الأسرة المصرية. قبل أيام أقدمت سيدة على قتل زوجها بمساعدة عشيقها بعد تهديده بفضحها بفيديوهات جنسية، وانتحرت فتاة بعد تهديد خطيبها بفضحها بفيديو علاقة غرامية بينهما، فيما هدد مسئولان بعضهما بفضائح جنسية.. «البوابة» التقت عددًا من خبراء علم الاجتماع للوقوف على أسباب الظاهرة. التربية الخاطئة ترى الدكتورة هالة يسرى، أستاذ علم الاجتماع، وخبيرة العلاقات الأسرية والتربية، أن الاعلام هو قائد المجتمع، رافضة تسليط الضوء على النموذج الفاسد من البشر، الذى يبتز أقرانه بما يملك من فيديوهات إباحية. وأرجعت السبب في ذلك للتربية الخاطئة، والتي ينتج عنها ضعف شخصية وهوان حال الآخرين على من يهدد بذلك وانعدام إحساسه بالمسئولية تجاه نفسه وتجاه آخرين، مضيفة: «نحن نربى أولادنا ونعلمهم بألا يهددوا آخرين بما يملكون من أسرار وصور وفيديوهات إباحية، وأن يكونوا قادرين على المواجهة والشجاعة فى مواجهة مكائد الأخرين طالما هم على الطريق الصحيح والسماح للطفل بالتعبير عن أنفسهم وهذا حقهم علينا». وأشارت أستاذ علم الاجتماع، إلى أن استعمال بعض الأشخاص لسياسة الابتزاز يكاد يهدم ثقتهم فى أنفسهم هي ما يحركهم ويزرع الإجرام فيهم، وعلى مؤسسات التنشئة الاجتماعية فى الدولة العودة لثكناتها وأداء واجبها سواء فى التعليم بالمدارس و قصور الثقافة والسينما والمسرح والتليفزيون. العصر الفيكتورى يؤكد الدكتور جمال فرويز، مدير عيادات فرويز النفسية، أن ما يحدث من عمليات ابتزاز وتهديد بفيديوهات أو صور أو رسائل إليكترونية، يؤكد أننا نعيش فى العصر الفيكتورى، وهو ما يعني «عصر الكبت والرغبة فى كل ممنوع»، وهذا ما زاد من حوادث التحرش واستخدام الجنس فى الضغط على الآخرين للاستجابة لأى طلب، وهو سلوك إجرامى مرفوض، ومن يهدد هو شخص «سيكوباتى»، وأفعاله كلها غير محددة، وهو شخص لا يحترم نفسه ولا الآخرين وتكسبه من التجارة بأسرار الآخرين نتيجة لخلل فى تربيته ولابد للمجتمع من وقفة تجاه تزايد أعداد المستغلين المجرمين فى المجتمع مما أدى لتزايد معدلات القتل والانتحار الناتج عن الضغط النفسى لمن يتعرض للتهديد بإفشاء أسراره أو فضح صوره. ونصح «فرويز» المجتمع بالتأكيد على الثبات الانفعالى والقدرة على الاختيار واستقلال الشخصية فى تربية أولادنا مما يهزم الجريمة فى مهدها ويصلح المجتمع ويخفض معدلات الجريمة.