أكد الباحث الآثري أحمد عامر، أن السياحة تعتبر واحدة من مقومات الدخل القومي وأحد أهم مصادره، حيث تساعد على جلب العملة الصعبة. وأضاف "عامر" ل"البوابة نيوز": في أكتوبر عام 2015 تم استهداف الطائرة الروسية على الأراضي المصرية وعقب هذا الحادث الإرهابي حظرت كل شركات السياحة الروسية السفر إلى مصر، مما كان له أثر سلبي على السياحة خاصة أن تلك الشركات، حيث تُمثل السياحة الروسية ما يقرب من 70% من عدد السُياح الوافدين لمصر. وأشار إلى أن مدينة الغردقة كانت تستقبل حوالي 60%، وشرم الشيخ 40% من السياحة الروسية، وكانت بداية الأزمة عقب إصدار الرئيس الروسي الروسي "فلاديمير بوتن" قرار بحظر مؤقت على نقل المواطنين الروس إلى مصر، ثم ازداد الموقف سوءا عقب إعلان هيئة "روزافياتسيا" الروسية لتنظيم النقل الجوي حظر رحلات شركة مصر للطيران إلى روسيا، ثم جاء المرسوم الرئاسي بإلغاء كل رحلات الشركات الروسية وترتب على ذلك إلغاء نسبة 90% من حجوزات أعياد الكريسماس الماضية. وتابع "عامر" الأزمة الثانية التي واجهتها السياحة المصرية تمثلت في انخفاض التصنيف الإنمائي للدولة نتيجة قرار عدد من منظمي الرحلات في العالم تعليق رحلاتهم السياحية لمصر لتقليل معدلات السياحة الوافدة، وقد تسبب ذلك في تقليل موارد العملة الأجنبية والتأثير على موقف مصر الإنمائي خاصة بعد خروج ما يزيد على 10 مليارات دولار من الإستثمارات الأجنبية في أذون الخزانة في ظل تدهور وضع الجنيه بشكل ملحوظ. وأوضح أن الشهور الماضية ترددت أنباء عن قرب ميعاد استئناف السياحة الروسية مرة آُخرى وعلى الرغم من ذلك نجد أن كل ميعاد يتردد بخصوص ذلك الأمر بمثابة شائعات أو تصريحات غير رسمية يتم نفيها فيما بعد. وأشار "عامر" إلى أنه على الرغم من استجابة السلطة المصرية لكل الاشتراطات الأمنية التي طلبتها الدولة الروسية، والتي نفذت منها مصر نحو 90% إلا أن عدم استئناف الرحلات الروسية إلى مصر مرة ثانية أصبح بمثابة لغز غير مفهوم وأصبح الأمر به جدلًا كبيرًا، حيث إن القرار أصبح في يد الجانب الروسي، ونجد أن عودة السياحة الروسية إلى المطارات المصرية ليست متعلقة بإجراءات التأمين كما يدعي الجانب الروسي، ولكنها مرتبطة بقرار من القيادة السياسية، وكل ما يحدث من تفتيش روسي على التأمين بالمطارات مجرد مماطلة لا غير فالمطارات المصرية مؤمنة على أعلى مستوى بشهادة المنظمات الدولية. وأضاف "عامر" هناك تعنت وتشدد من الجانب الروسي في استئناف الرحلات الروسية لمصر مره أخرى، وفي تلك الفترات السابقة لم تنجح وزارة السياحة في تعويض تراجع السياحة الروسية ولم تنجح في الترويج للسياحة المصرية في العديد من الدول الأوروبية، وفشلت الكثير من المبادرات الداخلية والخارجية، وتنتظر شركات السياحة إشارة البدء لاستئناف السياحة الروسية مرة أخرى حيث إنها أصبحت الأقل تكلفة عالميًا عقب تعويم الجنية في نوفمبر الماضي، هذا بالإضافة أن المطارات المصرية أصبحت على أتم الاستعداد لإستقبال السائحين الروس وكذلك الشواطئ والمدن الساحلية.